س: أرجو من سماحتكم أن تفهموني بعض معاني الآيات مثل: (حم - ألم- ألمص- حم- عسق)، وهل تقرأ هذه عين؛ لأن المدرسين يقولون هكذا؟ وهل هي معجزة يريد الله بها إعجاز فصحاء قريش، أم لا يعلم معناها إلا الله؟
ج: فيه آراءٌ للعلماء، والرَّاجحُ: أنَّها ذُكِرتْ هذه الحروفُ -واللهُ أعلم- في أوَّلِ السُّوَرِ التي ذُكِرتْ فيها؛ بيانًا لإعجازِ القرآن، وأنَّ الخلقَ عاجزون عن معارضتِهِ بمثلِه، هذا مع أنَّه مركَّبٌ من هذه الحروفِ المقطَّعةِ التي يتخاطبونَ بها، وهذا هو الذي نصرَهُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ ﵀، وارتضاهُ أبو الحجَّاجِ المزِّيِّ ﵀ (^١).
س: قال تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾، آمين، أريد معرفة معنى الصراط المستقيم، ومن الذي أنعم الله عليهم بهذا الصراط، وما معنى آمين؟
ج: معنى الصِّراطِ المستقيم: هو الطَّريقُ الواضحُ الذي لا اعوجاجَ فيه، فقيلَ: هو القرآنُ، وقيل: الإسلامُ، وقيل: هو النَّبيُّ ﷺ، والكلُّ حقٌّ، فإنَّ مَن اتَّبعَ النَّبيَّ ﷺ فقد اتَّبعَ الإسلام، ومَن اتَّبعَ الإسلامَ فقد اتَّبعَ القرآن. والذين أنعمَ اللهُ عليهم، قال ابنُ كثيرٍ في «تفسيرِه»: قال الضَّحاكُ، عن ابنِ عبَّاس: (صراطَ الذين أنعمتَ عليهم بطاعتِكَ، وعبادتِكَ من ملائكتِكَ، وأنبيائِكَ، والصِّدِّيقينَ، والشُّهداءِ، والصَّالحين، وذلك نظيرُ ما قالَ