329

أسرار المحبين في رمضان

أسرار المحبين في رمضان

प्रकाशक

مكتبة التقوى ومكتبة شوق الآخرة

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

शैलियों

وكما كانوا يستعدون لها بالتزين الظاهر؛ فإنهم علموا أنه لا يكمل تزيين الظاهر إلا بتزيين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتطهيره من أدناس الذنوب وأوضارها؛ فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئًا.
فلا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه، وطهرهما؛ خصوصًا لملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس وباطنه بلباس التقوى.
روي عن مالك بن أنس أنه إذا كانت ليلة أربع وعشرين اغتسل وتطيب، ولبس حلة وإزارًا ورداء، فإذا أصبح طواهما فلم يلبسهما إلا مثلها من قابل.
فعلى المسلم إذًا أن يتحرى هذ الليلة، فهي فرصة عمره وحياته، ومعلوم من السنة أن معرفتها رُفعت؛ لأن الناس تخاصموا: عن عبادة بن الصامت ﵁ قال: خرج النبي ﷺ بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين (أي: تخاصما)، فقال: "إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" (١).
وعن أبي هريرة قال: قاله رسول الله ﷺ: "أُريتُ ليلة القدر، ثم أيقظني بعضُ أهلي فنسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر" (٢).
وورد أيضًا عن رسول الله ﷺ أنه التمسها في الوتر من العشر الأواخر، فقال ﷺ: "التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في وتر؛ فإني قد رأيتها فأُنسيتها" (٣).

(١) أخرجه البخاري (٤٩).
(٢) أخرجه مسلم (١١٦٦).
(٣) أخرجه البخاري (٧٨٠).

1 / 350