سيداتي وسادتي.
أمام بطولة الأعمال باطلة هي الأقوال.
ليس للكلام قيمة في هذا الاحتفال إلا أنه تجسيد لعاطفة تنحني بتقدير وخشوع أمام إنتاج الكبر.
إذن فلتكن الألفاظ قليلة رصينة متواضعة هادئة.
فإنما نحن جالسون على أعتاب هيكل.
إن أول ما يمثله هذا التمثال هو التمرد، فلقد ولد نعمة يافث في مجتمع لم يسهل لأفراده الثقافة، فطلب الثقافة ثائرا على أوضاع أرادت أن تحرمه نعمة العلم والدرس والتهذيب، فاقتنصها جهادا متغلبا على الحرمان.
وجاء المجتمع يفرض الحدود على نعمة يافث محاولا أن يسمره إلى مكانه، لا يحقق فيه إمكانيات سخت عليه بها الأجيال من قوة جسدية وأخلاقية وعقلية، فتمرد وهبت به روح الصراع فاغترب.
أقول اغترب ولا أقول انهزم. إن أكثر المنهزمين يهربون وهم قاعدون.
وفي البرازيل وجد تربة لا صحارى: تربة تسخو على الحبوب الجيدة، فنبت ونما وازدهر دوحة هي أسرة اليافث.
وجاء دور الانتقام، فنفذ انتقامه على ذروته من السمو الاجتماعي؛ إذ جاد على الحياة التي اضطهدته وحرمته وشردته بأن أعطاها ما يخفف الاضطهاد والحرمان والتشريد.
अज्ञात पृष्ठ