143

सय्यिद रायस

السيد الرئيس

शैलियों

وبقي الشاعر وجمهرة السيدات في ذهول، يحسون بالضآلة والخواء، محاطين بجو من القلق كالجو الذي تخلفه الشمس بعد أن تغرب. وأعلن أحد المساعدين أن العشاء جاهز. وانفتحت الأبواب؛ وبينما كان الرجال الذين كانوا ينتظرون في الممر يعودون مرتعدين من البرد، توجه الشاعر إلى كميلة وطلب منها أن تتناول العشاء معه. ونهضت، وكانت على وشك أن تتناول ذراعه حين أوقفتها يد امتدت من خلفها. وكادت تصرخ من المفاجأة. لقد كان ذو الوجه الملائكي مختفيا طوال الوقت وراء إحدى الستائر بالقرب من زوجته، ورآه الجميع يخرج من مخبئه.

وبدأت طبول «الماريمبا» تدق وتتصاعد نغماتها في الهواء، بينما اهتزت الجلاجل الصغيرة المعلقة تحتها كأنها الأكفان.

الفصل السادس والثلاثون

الثورة

لم يكن ثمة شيء يرى على البعد. وكان الرجال يخلفون وراءهم خطا بآثار أقدامهم كأنه ثعبان صامت طويل يبسط تعاريجه اللدنة المرنة المتجمدة. كان يمكن عد أضلاع الأرض في النذر اليسير من المستنقعات الجافة التي لم يمسها الشتاء بسوء. ورفعت الأشجار نفسها إلى أعلى فروعها الكثيفة المترعة بالعصارة كيما تستطيع التنفس. وكانت النار التي يحملونها معهم تبهر عيون الجياد المتعبة. وأدار جندي ظهره ليتبول. لم تكن ترى ساقاه. كان الوقت قد حان كيما يعرف الرفاق حقيقة الموقف، بيد أنهم كانوا مشغولين بتنظيف بنادقهم بالشحم وخرق فساتين لا تزال تعبق برائحة النساء. كان الموت يحصدهم ويختطفهم من مضاجعهم واحدا واحدا، دون أن يخلفوا وراءهم ذكرا لأولادهم ولا لأي شخص آخر. كان الأفضل لهم أن يخاطروا بحياتهم ويروا أي شيء ينجم عن ذلك. إن الرصاصات لا تحس بشيء وهي تخترق جسد الإنسان. فاللحم بالنسبة لها يماثل الهواء الدافئ العذب، هواء ذو كثافة معينة. وهي تصفر كالطيور. لقد حان الوقت لتدبر موقفهم، بيد أنهم كانوا مشغولين بشحذ المديات التي ابتاعها قادة الثورة من أحد تجار الحديد أتت النار على حانوته. وكان النصل المشحوذ يماثل ابتسامة على وجه زنجي.

وصاح صوت: أنشد يا رفيق. لقد سمعتك تغني منذ برهة! «لماذا عشقتني يا قاسي القلب،

وأنت لك فتاتك؟

كان يحسن بك أن تتركني،

وحدي كالشجرة الذابلة.» - استمر يا رفيق، أنشد. «ذهبنا إلى البحيرة،

وهرعنا إلى مكان الاحتفال،

अज्ञात पृष्ठ