- «ثمة مريضة تحتضر في حينا.»
وخرجت عانس من باب كل منزل. - «ثمة مريضة تحتضر في حينا».
وخرجت من منزل «المائتين» امرأة تدعى «بترونيلا»، وجهها وجه جندي وحركاتها حركات دبلوماسي، ولو خيروها لاختارت على الأقل أن تدعى «برتا» تدليلا، لعدم وجود مغريات أخرى فيها. وبعدها، جاءت صديقة من منزل «المائتين» أيضا تدعى «سيلفيا»، وجهها كالعدساية وملابسها على الطراز الميروفينياني؛
1
ثم إحدى معارف «سيلفيا» وتدعى «إنغراسيا»، ترتدي كورسيها يضغط على جسدها حتى ليصح نعته بالدرع. وحذاء ضيقا عند كعبيها، وسلسلة ساعة تتدلى حول عنقها كأنها حبل مشنقة؛ ثم ابنة عم «إنغراسيا»، ذات رأس على هيئة القلب كرأس الأفعى، وكانت أجشة الصوت، مدملجة، ذات مظهر رجولي، لا تكاد تجاوز إحدى سيقان إنغراسيا حجما ومدمنة على التنبؤ بالكوارث واستطلاع ظهور الشهب، أو المسيح الدجال، أو العصر الذي سيلجأ فيه الرجال إلى قمم الأشجار هربا من مطاردة النساء، والذي ستصعد النساء فيه إلى تلك الأشجار لإعادتهم إليهن ثانية!
ثمة مريضة تحتضر في حينا. يا له من نبأ! كان الأمر لا يبين عن سرورهم بتلك الفكرة، بيد أنه كان يبين في الطريقة التي حاولت بها أصواتهن الخافتة إخفاء حبورهن بذلك الحدث الذي قد يهيئ للكثيرات منهن العمل بمقصاتهن، بل ويخلف كثيرا من القماش لهن جميعا بحيث تأخذ كل واحدة لنفسها ثوبا منه.
كانت «لامسكواتا» في انتظارهن. وأعلنت «بترونيلا» الآتية من منزل «المائتين»: «إن أخواتي جاهزات.»
ولم تبين لأي شيء هن جاهزات.
وقالت «سيلفيا»: فيما يتعلق بالملابس، يمكنك طبعا الاعتماد علي. إذا لزمك شيء منها.
أما «إنغراسيا»، إنغراسيا الصغيرة، التي تعبق برائحة مرق اللحم حين لا تفوح منها رائحة دهان الشعر، فقد أضافت، وهي تنطق بنصف الكلمات من فرط ما يضغط الكورسيه على جسدها: «لقد فكرت فيها وتلوث صلاة على أرواح المحتضرين بعد أن فرغت من صلواتي.»
अज्ञात पृष्ठ