فقال: «إن لك أن تشير ولكن ليس لك أن تعمل، فإذا كان عمله وفق مشورتك، وإلا فهو المسئول.»
ثم تحول الحديث إلى مسائل دارفور وجهات أخرى من السودان.
واستمر الحديث مدة، ولكني حين أوشكت أن أهم بالقيام هتف الخليفة بأحد الخصيان وهمس في أذنه كلمة، وكنت أعرف مولاي معرفة جيدة وأعرف أن إشاراته نذير شؤم.
وقال لي: «لقد أشرت عليك بأن تترك أهلك؛ لأنهم قد جاءوا بعد سفر شاق؛ فهم في حاجة إلى الراحة، وسيعطيك يونس خادما، وها أنا ذا أعطيك زوجة حتى إذا مرضت وجدت من يعنى بك.» ثم تبسم وقال: «وهي جميلة وليست مثل تلك التي قدمها لك حمد واد سليمان.»
ثم أشار إلى المرأة التي دخلت فرفعت نقابها ونظرت إليها فإذا بها جميلة على الرغم من سمرتها.
ثم قال الخليفة: «هذه زوجتي وهي طيبة صبور، وعندي كثير من النساء، ولذلك أنا أعتقها فيمكنك أن تأخذها.»
فارتبكت وكنت طول الوقت أفكر في طريقة أرفض بها مثل هذه الهدية بدون أن أغضب الخليفة، فقلت: «اسمح لي يا مولاي بالكلام.»
فقال: «لا تخش شيئا، قل ما تريد.»
فقلت: «هذه المرأة يا مولاي زوجتك، وأنت سيدي وأنا خادمك، فكيف يجوز لي أن آخذ زوجتك؟ ثم إنك تقول يا مولاي إنك تنظر إلي كأني ابنك.»
ثم أغضيت الطرف وقلت وأنا أنظر إلى الأرض: «لا يمكنني أن أقبل هذه الهدية.»
अज्ञात पृष्ठ