فنحن نقول بوجود الكليات في الخارج مع غيرها لأن القدرة والعلم مثلا في الكائن الحي معان وهذه المعاني لا تستقل بذاتها وعدم استقلالها لا يعني أنها لا توجد مع غيرها من الأمور الذاتية ولا يعني أن المتصف بها هو وغيره لا يشتركون إلا في الاسم لأنها معان وأعراض وإذا ثبت وجودها مع غيرها في الخارج ثبت الاشتراك فيها وثبت ان الاشتراك في الصفات يقتضي التماثل في المواصفات وتفاوت العلم والحياة والقدرة، هو تفاوت في القدر كما يثبت التماثل في مربعين وإن كان أحدهما أكبر حجما ، ثم نقول انه لا اشتراك في يد الله ويد الإنسان حتى على قاعدتكم ، لأن اليد في الإنسان عضو وكذا الوجه والساق والرجل والقدم والأصابع وليست صفات، وعلى هذا فلا يوجد اشتراك ، لأنها على حد زعمكم في الله صفة ، بينما هي في الإنسان عضو وجارحة .
ولماذا قلتم إن القول بأن العبد فعال مختار له تأثير وأنه خالق لأفعاله كما قال تعالى : (( وتخلقون إفكا )) ، يستلزم أن يكون شريكا لله في صفة الخالقية مع اختلاف حقيقة الخلق عند الله وحقيقة الخلق عند الإنسان ، وعدلتم إلى القول بأن الله خالق أفعال العباد فرارا من القول بأن الإنسان فاعل لإفعاله وله تأثير حقيقة لأفعاله.
فعلى كلامكم هذا ينهدم ما قلتم فيما زعمتموه صفات ويلزمكم الشرك في اعتقاد المشاركة في صفة الحياة والعلم مع الله ، وإن كانت الحقائق متعددة على حد زعمكم .
पृष्ठ 27