بسم الله الرحمن الرحيم
وبه المستعان وعليه التكلان.
قال الشيخ الإمام العالم، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي رحمة الله عليه:
١ الحمد لله حمدًا يبلغ رضاه، وصلى الله على أشرف من اجتباه١، وعلى من صاحبه ووالاه، وسلم تسليمًا لا يدرك منتهاه.
٢ لما كانت الخواطر٢ تجول في تصفح أشياء تعرض لها، ثم تعرض عنها فتذهب، كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر، لكي لا ينسى، وقد قال ﵊: "قيدو العلم بالكتابة" ٣. وكم قد خطر لي شيء، فأتشاغل عن إثباته، فيذهب، فأتأسف عليه! ورأيت من نفسي أنني كلما فتحت بصر التفكر، سنح٤ له من عجائب الغيب ما لم يكن في حساب، فانثال٥ عليه من كثيب٦ التفهيم ما لا يجوز التفريط فيه، فجعلت هذا الكتاب قيدًا لصيد الخاطر، والله ولي النفع، إنه قريب مجيب.
_________
١ اجتباه: اصطفاه واختاره.
٢ الخواطر: الأفكار.
٣ رواه الدارمي "١/ ١٢٦" والحاكم "١/ ١٠٦" والطبراني في الكبير "١/ ٦٢" والخطيب في التقييد ص "٩٦" عن أنس موقوفًا وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
٤ سنح: بدا.
٥ انثال: تتابع.
٦ كثيب: مجتمع الرمل.
١- فصل: المواعظ والسامع ٣- قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة، فإذا انفصل عن مجلس الذكر، عادت القسوة والغفلة، فتدبرت السبب في ذلك، فعرفته. ثم رأيت الناس
١- فصل: المواعظ والسامع ٣- قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة، فإذا انفصل عن مجلس الذكر، عادت القسوة والغفلة، فتدبرت السبب في ذلك، فعرفته. ثم رأيت الناس
1 / 23