साउत अक्माक
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
शैलियों
cloak theories ، وهي تمثل اللغة على شكل عباءة تلقى على مقولات الفكر الخاص بالناطقين بها فتتخذ هي شكل الفكر وتمتد بامتداده وتنثني بانثنائه. وفرق بين العباءة والقالب: العباءة تتشكل بك وترتجل هيئتك وأقطار جرمك، والقالب يشكلك ويفرض عليك أقطاره وزواياه. العباءة توافقك وتطاوعك وتأتمر بأمرك، والقالب يقهرك ويرغمك ويغلبك على أمرك . العباءة تصوغها، أما القالب فهو يصوغك.
ومن المسلم به الآن أن مفهوم «اللغة الثوب» أو «الوعاء» أو «العباءة» قد ثبت بطلانه ولم يعد يقول به أحد منذ تبين الدور الحقيقي الذي تضطلع به اللغة في صياغة الفكر وتنظيمه وتسييره. يتجلى هذا الدور في جميع المجالات بما فيها العلم الطبيعي ذاته، ويبقى أن نتناول المفهوم المقابل؛ مفهوم «اللغة القالب»، ونأخذه بالتهذيب والتدقيق والتحقيق، ونعرف ما له وما عليه، ونفرغ له صيغة معتدلة تحدد للدور اللغوي حدوده المقبولة ولا تمتد به إلى متاهات الغلو والشطط.
هناك حوالي خمسة آلاف لغة مستخدمة اليوم في أرجاء العالم، تختلف كل لغة من هذه اللغات اختلافا بينا عن كثير من اللغات الأخرى. وتتجلى الفروق في أعلى درجاتها بين اللغات التي تختلف في «العائلة اللغوية» (مثلا بين اللغات الهندوأوروبية كالهندية والإنجليزية واليونانية القديمة إلخ، وبين اللغات غير الهندوأوروبية مثل لغة الهوبي واللغة الصينية والسواحلية والعربية إلخ).
ذهب العديد من المفكرين إلى أن الفروق الكبيرة في اللغة تؤدي إلى فروق كبيرة في الخبرة والتفكير، فكل لغة من اللغات تجسد «نظرة إلى العالم»
Weltanschauung (world-view) - أي طريقة إجمالية شاملة في فهم الواقع - ومن شأن اللغات الشديدة الاختلاف أن تجسد نظرات شديدة الاختلاف، ومن ثم يمكننا القول بأن الناطقين بلغات مختلفة يفكرون عن العالم بطرائق مختلفة فيما بينها اختلافا بعيدا. إننا نجزئ العالم ونحلل الواقع وفقا لتصنيفات لغوية معينة دلالية (سيمانتية)
semantic
ونظمية (تراكيبية)
syntactic
تمليها علينا لغتنا القائمة في أذهاننا، بحيث يصح القول أن الجماعات اللغوية المختلفة تعيش في عوالم مختلفة! وأن تباين الصور اللغوية عن العالم من شأنه أن يولد تباينا في الأبنية الفئوية (التصنيفات/المقولات)، وأن يؤثر بالتالي على معايير الفكر ومن ثم على معايير السلوك في المجتمعات المختلفة.
يطلق على هذه الوجهة من الرأي في بعض الأحيان «فرضية ورف»، أو «فرضية سابير-ورف»
अज्ञात पृष्ठ