196

साउत अक्माक

صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس

शैलियों

idola specus ، ويعني به كهف الفردانية؛ ذلك أن كل فرد منا حبيس كهف تكوينه الفردي الخاص، فهو يرى الوقائع في ضوء مزاجه وعاداته وتعليمه ... إلخ، فمن الناس من يميل بطبيعته إلى إدراك الفروق بين الأشياء وتفحص التفاصيل الدقيقة، ومنهم من يميل إلى إدراك أوجه الشبه وتأمل الكليات. ولكل من الطرفين أخطاؤه ومواقفه المتطرفة.

104

كما أن بعض الناس ميالون إلى القديم وبعضهم الآخر ميال إلى التجديد، مع أن الحقيقة لا زمان لها، ولا يلزم بالضرورة أن تكون في القديم وحده أو الجديد وحده. وهكذا الحال في سائر أنواع التحزب والتعصب الفردي التي ينبغي التخلص منها لضمان نزاهة البحث والتفكير.

105

منذ أكثر من ألفي عام أعلن الفيلسوف اليوناني بروتاجوراس أن «الإنسان مقياس الأشياء»، وهو يعني بذلك، وفقا لتفسير أفلاطون، أن الحقيقة أمر نسبي يعود إلى اعتقادات كل إنسان فرد. غير أن جميع المفكرين الذين دعوا إلى ضروب من النسبية منذ زمن أفلاطون قد قدموها كظاهرة جمعية ولم يستمد أي منهم إلهامه من بروتاجوراس، بل ذهبوا إلى أن أعضاء أي جماعة إنما تحكمهم طرائق من الفكر هي جزء من موروثهم الاجتماعي. ويعود ذلك إلى عامل مشترك بينهم من قبيل الثقافة أو اللغة أو البنية البيولوجية المشتركة. (4) تفنيد النسبية

تتعدد الاستجابات للنسبية وفقا لتعدد صورها، وتختلف وفقا لاختلاف صيغها. ورغم وجود بضع حجج قبلية تعمد إلى إثبات أن بعض ضروب الاختلافات المعرفية والتقييمية هي في الحقيقة أمر غير ممكن، فإن معظم أنواع النسبية الوصفية هي عبارة عن دعاوى إمبيريقية ينبغي ألا يفصل في شأنها، بتأييد أو بتفنيد، غير الأدلة الإمبيريقية. أما النسبية المعيارية فتقتضي، على العكس من ذلك، ردا فلسفيا خالصا في أغلب الأحيان. ولعل أكثر الحجج إفحاما ضد الصور الصارخة من النسبية المعيارية (مثل نسبية الصدق/الحقيقة) هي أنها «تدحض ذاتها»

self-refuting . وسوف نعرض هنا حججا موجهة ضد النسبية الوصفية بالدرجة الأساس وأخرى موجهة أساسا ضد النسبية المعيارية. (4-1) ليست هناك حقائق واقعة عن المسألة

إذا لم تكن هناك مفاهيم ولا اعتقادات إذن لما أمكن أن تختلف الجماعات من حيث مفاهيمها واعتقاداتها، وما أمكن للدعاوى الوصفية لنسبية المفاهيم والاعتقادات أن تجد أرضا تقف عليها. كذلك لا يعود هناك معنى لأن تسأل أسئلة معيارية عما إذا كانت بعض المفاهيم أو الاعتقادات أفضل من بعضها الآخر.

على الرغم من أن كواين قد روج لتعبيرات من قبيل «النسبية الأنطولوجية» فقد كان كواين نفسه مناوئا للنسبية فيما يتعلق بالمفاهيم والاعتقادات والمعاني، بالضبط لأنه يرى أن ليست هناك حقائق واقعة عن مثل هذه الأشياء.

تستند كثير من شكوك كواين حول الأذهان والمعاني والتمثيلات الذهنية على افتراضات سلوكية غير مدحضة. غير أن هناك مذاهب أحدث مضادة للواقعية حول «الذهن/العقل» من شأنها أيضا أن تقضي على كثير من صور النسبية في مهدها. أشهر هذه المذاهب هو مذهب «المادية الحذفية»

अज्ञात पृष्ठ