साउत अक्माक
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
शैलियों
أن يضع الذات موضعا معينا يفرض عليها زاوية تنظر منها، ويلون لها الوقائع بلون معين قد يختلف عن لونها الحقيقي اختلافا بعيدا.
المعرفة إذن وطريقة تحصيلها تعكسان موقع العارف أو منظور رؤيته: الناس مثلا قد تدرك العالم وتخبره باستخدام الجسد (وأجهزته)، وهو شيء يتفاوت من شخص آخر من حيث بنيته وجبلته وموضعه المكاني والزماني. فالملاحظون الذين يقفون أمام شيء ما يستقون منه معلومات تختلف عما يستقيه الملاحظون الذين يقفون بعيدا عن هذا الشيء ويتمتعون في الوقت نفسه ببصر حاد فكأنهم يرمقونه بعين طائر تجمع بين الشمول والدقة. كذلك يختلف الناس في أسلوب الإدراك؛ فمنهم من يرى الوحدة في التنوع فيميل إلى ضم الظواهر وتجميعها، ومنهم من تستغرقه الاختلافات فيميل إلى تفتيت الظواهر وتفريقها.
كذلك تؤثر المواقع الاجتماعية للعارف على أسلوب معرفته ومادتها. وتتألف المواقع الاجتماعية من ضروب الهوية التي تلصق به (النوع الجنسي، والعنصر، والتوجه الجنسي، والعرق (الإثنية)، والطبقة، والقرابة ...) ومن أدواره وعلاقاته الاجتماعية (وظيفته، حزبه السياسي، عضويته المؤسسية ... إلخ). وبفضل ضروب الهوية المختلفة يحتل الأفراد مناصب مختلفة تمنحهم سلطات مختلفة وتنوط بهم واجبات مختلفة وتجعل لهم أهدافا ومصالح مختلفة. من شأن ذلك أن يفرض معايير مختلفة تملي عليهم ما هو لائق بأدوارهم من فضائل وعادات وانفعالات ومهارات.
ويكتسب الأفراد فضلا عن ذلك ضروبا مختلفة من الهوية الذاتية، فيتوحد الفرد بزمرته الاجتماعية، وقد يتخذ هذا التوحد ألوانا متباينة؛ قد يقبل الفرد هذه الضروب المختلفة من الهوية التي فرضت عليه ويستريح لها ويصادق عليها، وقد يعتبرها قامعة ظالمة (إذا كان المجتمع ينظر إليها بازدراء ويعدها شريرة أو مغثية) غير أنه يربط مصيره بزمرته الاجتماعية وينذر نفسه للعمل الجماعي مع غيره من أعضاء الجماعة من أجل مقاومة هذا القمع ورفع هذا الظلم.
أسلوب الإدراك الأنثوي
ذهب بعض الباحثين إلى أن هناك أسلوبا إدراكيا (معرفيا) معينا يخص كل نوع جنسي على حدة. وسواء صح هذا الزعم أم أخطأ فقد تم إضفاء صبغة جنسية على هذين الأسلوبين من الإدراك.
الإدراك الذكري
الإدراك الأنثوي
تجريدي
عياني
अज्ञात पृष्ठ