साउत अक्माक
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
शैलियों
شاهدا واضحا على التأثير الذي تمارسه التصورات والاعتقادات والتوقعات في عملية الإدراك. وتعج كتب علم النفس بأمثلة لمثل هذه الصور الملتبسة، منها «مكعب نكر»
Necker’s cube
الذي تراه العين بطريقة ثم ما تلبث أن تراه بطريقة أخرى. ومنها صورة «البطة - الأرنب» التي يمكن أن ترى على أنها بطة أو على أنها أرنب؛ ومنها صورة «الشابة - العجوز» التي يمكن أن ترى على أنها فتاة أو على أنها امرأة عجوز. والصور الملتبسة ليست مجرد غرائب للتندر ولفت الانتباه. إنها تعلمنا شيئا مهما في آليات الإدراك، فإذا كان «المدخل الحسي»
sensory input
إلى الجهاز البصري في كل صورة ملتبسة هو المدخل نفسه فإن التحول الذي يحدث في الإدراك ويجعلنا نرى الصورة على نحو مختلف لهو أمر لا يصح أن يعزى إلى المدخل بل إلى مصدر آخر، وأمر يدل على أن الرؤية هي عملية أكبر من مجرد التقاء العين بالمعطيات الحسية الخام.
وقد وجد أن الصورة الملتبسة «البطة - الأرنب» على سبيل المثال، إذا وضعت ضمن مجموعة من البط ستدرك على أنها بطة، وإذا وضعت ضمن مجموعة من الأرانب ستدرك على أنها أرنب. هذا المثال، وغيره كثير، يعني أننا في الحقيقة نرى ما يدفعنا «السياق»
context
إلى أن نتوقع رؤيته. وما كان للسياق أن يؤتي هذا التأثير لو لم نكن ننتمي إلى ثقافة معينة اعتدنا فيها رؤية أشياء معينة.
والإدراك السمعي للكلام يقدم لنا مثالا آخر، فنحن نسمع لغتنا الأم ككلمات ذات معنى تنفصل الواحدة منها عن الأخرى عند نقاط معينة حيث يكون النمط السمعي غير مقطع، بل إن من الصعب حقا أن نسمعها كمجرد أصوات (كما هو الحال عندما نسمع حوارا بلغة لا نفهمها) حتى إذا حاولنا ذلك.
وقد كان الظن السائد قديما هو أن الإنسان يتلقى كل المنبهات (المثيرات)
अज्ञात पृष्ठ