साउत अक्माक
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
शैलियों
بين عوالم اللغات المختلفة وبين النظريات العلمية المتعاقبة.
أخذ فييرابند بما يسمى «النظرية الكلية»
holism
في اللغة. وبمقتضى هذه النظرية فإن معنى التعبيرات أو الجمل اللغوية يحدده مكانها في الشبكة الكلية من الاعتقادات أو الجمل التي تتضمن نظرية أو، في النهاية، نظرة بأكملها إلى العالم. يترتب على ذلك أن النظريات المختلفة لا يمكن أن يكون لألفاظها نفس المعنى، وبالتالي فإن النظريات المتنافسة لا تمكن مقارنتها بمعيار واحد، أو بالتعبير التقني الرائج «لا تقبل المقايسة»
incommensurable . كذلك انصب اهتمام فييرابند على العلاقة الوثيقة بين الملاحظات والنظرية . إن ما سيعد ملاحظة ذات دلالة في حساب العلماء أثناء العمل العلمي إنما تحدده النظرية. ثمة دائرة مفاهيمية محكمة الإغلاق بين النظرية التي يتبناها المرء وبين اختياره للملاحظات التي سيعدها مدعمة لنظريته. ليس الواقع واقعا إلا «بالنسبة» لوجهة معينة من النظر. إن كل ما هو واقع، وما هو طبيعي، وكل سمة أخرى لمكونات المنهج، إنما هي كذلك «بالنسبة» لوجهة ما من الرأي فحسب، وهي بهذا الاعتبار تدعم هذا الرأي الذي لم يصل إليه المرء بفضل الدور الذي لعبته هذه المكونات في صيغة منطقية معينة
53 «لكي نناقش عيوب نظام فكري سائد ليس يكفي أن نعرضه على محك الواقع ونضاهي بينه وبين «الوقائع»
facts ، فكثير من هذه الوقائع تمت صياغتها في حدود هذه اللغة، وبالتالي تم جعلها متحيزة إلى جانبها. كذلك هناك وقائع كثيرة تظل، لأسباب إمبيريقية، بعيدة عن منال الشخص الذي يتحدث لغة معينة، ولا يجد إليها سبيلا إلا إذا اتخذ له لغة مختلفة» (فييرابند، 1970م، المادية ومشكلة العقل-الجسد).
أما ريتشارد رورتي فقد ذهب إلى أن ليس ثمة شيء من قبيل الحقيقة الموضوعية الخالصة أو الواقع الخالص، فنحن معزولون عن ذلك الشيء وليس لنا منفذ إلى أي حقيقة بمعزل عن اللغة، بل إن هذه الفكرة هي فكرة مستحيلة لأنها لا يمكن أن تقوم إلا داخل أداء لغوي معين وعندئذ لا تعود فكرة عن حقيقة خالصة. إن حديثنا عن الواقع هو دائما حديث عن «واقع - تحت - وصف ما»، وهو بالتالي مرتهن لوصفه ذاته ومتأثر بسمات اللغة الواصفة وخصائصها وشروطها. يرى روروتي أن العلماء يخترعون أوصافا للعالم، وهي أوصاف نافعة تخدم أغراض التنبؤ والتحكم فيما يجري، غير أنه ليس هناك معنى تكون به أي من هذه الأوصاف تمثيلا دقيقا لما هو عليه العالم في ذاته. وما الثورات العلمية إلا ضرب من «إعادة وصف استعارية » للطبيعة، وليس استبصارا في خصائصها الباطنة الصميمة.
وتاريخ الثقافة في رأي رورتي لا تسيره أي علة غائية
telos (كتحرير البشرية مثلا) فثقافتنا إنما هي تشكلت نتيجة عدد لا يحصى من «العوارض »
अज्ञात पृष्ठ