साउत अक्माक
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
शैलियों
outputs
هذه الوحدات ويعمل عليها. ومن غير الممكن لهذه الوحدات أن تتأثر بالأجزاء الأخرى من الذهن التي ليس لها صلة بتشغيلاتها الداخلية.
وقد اقترح فودور عددا من الوحدات الذهنية بالإضافة إلى اللغة: منها إدراك اللون، والشكل، والعلاقات الثلاثية الأبعاد، وتمييز الأصوات، والوجوه. ثم اقترح غيره تشكيلة كبيرة من الوحدات الذهنية الممكنة تتضمن وحدات خاصة بالعلية الآلية، والحركة القصدية، والعدد، والموسيقى.
32
وجدير بالذكر أن دعوى الوحدات لا تنكر دور التعلم في اكتساب اللغة. ولم يقل أحد قط إن اللغة يمكن أن تكتسب في عزلة. غير أن فرضية الوحدات في حالة اللغة تفترض أن نمو اللغة يتخذ مسارا مماثلا لنمو أي عضو جسمي: إن أي بيئة كفيلة بحفظ الجماعة الاجتماعية هي بيئة كفيلة أيضا بنمو اللغة دون حاجة إلى أي التفات خاص.
من منظور المذهب الفطري في اللغة تنحسر كثير من الأسئلة حول النسبية الثقافية وترد إلى أسئلة حول العزل المعلوماتي للوحدات الذهنية. حين نقول إن الوحدة الذهنية معزولة فإن ذلك يعني أن ليس بوسع الأجزاء الأخرى من الذهن أن تؤثر في تشغيلاتها الداخلية (وإن أمكن أن تمدها بمدخلات وأن تفيد من مخرجاتها).
والآن ما هي متضمنات ذلك بالنسبة لدعوى ورف بأن لغة الشخص تمارس تأثيرا كبيرا على إدراكه الحسي وتفكيره؟ يبدو أن الأمر هنا بالنسبة للإدراك الحسي قد يكون مختلفا عنه بالنسبة للعمليات العقلية العليا. يقول فودور مثلا إن هناك وحدة (أو وحدات) خاصة بالإدراك البصري، وإن المعلومات الآتية من أجزاء أخرى من الذهن لا يمكن أن تؤثر عليه بالدرجة التي كان يفترضها كثير من السيكولوجيين. مثال ذلك أنه على الرغم من أنني أعرف أن الخطين في «خداع مولر-لاير» متساويان فإنه لا يسعني إلا أن أرى أحدهما أطول من الآخر. إنني أعرف أن الخطين متساويان ولكن الوحدة (أو الوحدات) البصرية لدي لا تعرف! ذلك أنها مسيجة معزولة. ومن ثم فإن هذه المعلومة لا تستطيع أن تنفذ إليها، وبالتالي لا تستطيع أن تؤثر في الطريقة التي أرى بها الشكل. فإذا صح ذلك فإن المعلومات اللغوية لا يمكنها أن تخترق أي وحدات بصرية، وإن صيغ النسبية اللغوية القائلة بتأثير لغة المرء على طريقة إبصاره للأشياء هي إذن مغلوطة. أما عن العمليات الذهنية العليا فليس هناك وحدات مختصة بها في رأي فودور، وهو بالتالي يتيح المجال لبعض جوانب من النسبية اللغوية؛ أي أن هناك احتمالا بأن يكون لتشغيلات الوحدات اللغوية المختلفة تأثير كبير على الفكر.
وأخيرا لا بد لنا من أن ننوه إلى أن كثيرا من المسائل المتعلقة بالبنيان المعرفي البيولوجي هي مسائل خلافية للغاية، كما أن بعض القائلين بدعوى «الوحدات» يتصورونها على نحو مخالف لتصور فودور. من ذلك أن ما يميز الوحدات البصرية عندهم هو أنها تعالج المعلومات البصرية لا أنها معزولة عن غيرها من المعلومات. (والحق أن المعالجة «من القمة إلى القاعدة»
top-down processing
في الإدراك البصري تشي بأن وحدات الإبصار هي على اتصال بغيرها من ضروب المعلومات).
अज्ञात पृष्ठ