(٣ وَقطعت أمتاع الرَّوَاحِل معربا ... فِي كل حَيّ جِئْته بطلابه)
(٤ حَتَّى غَدَتْ غُدْرَان دمعك فيضا ... بالنفح فِي ذَا السفح من تسكابه)
(٥ والعمر وَهُوَ أجل مَا خولته ... أنفقته فِي الدّور فِي أدرابه)
(٦ وعصيت فِيهِ قَول كل مُفند ... وسددت سمعا عَن سَماع خطابه)
(٧ بشراي بعد الْيَأْس وَهِي حظية ... بتبدلي سهل الْهوى بصعابه)
(٨ قد أنجح الله الَّذِي أملته ... وكدحت فِيهِ لنيل لب لبابه)
(٩ وهجرت فِيهِ ملاعبي وَلَقِيت فِيهِ ... متاعبي ومنيت من أوصابه)
(١٠ وشربت كاسات الْفِرَاق وَقد غَدَتْ ... ممزوجة بزعافه وبصابه)
(١١ وبذلت للهادي إِلَيْهِ نفائسي ... ومنحته مني بملء وطابه)
(١٢ فحططت رحلي بَين سكان الْحمى ... وأنخته فِي مخصبات شعابه)
(١٣ وشفيت نَفسِي بعد طول عنائها ... فِي قطع حزن فلاته وهضابه)
(١٤ وَوضعت عَن عنقِي عَصا الترحال لَا ... أخْشَى العذول وَلَا قَبِيح عتابه)
(١٥ فَأَنا وَلَا فَخر الْعَلِيم بأرضه ... وَأَنا العروف بسانحات عِقَابه)
(١٦ وَأَنا الْعَلِيم بِكُل مَا فِي سوحه ... وَأَنا المترجم عَن خَفِي جَوَابه)
(١٧ يَابْنَ الرَّسُول وعالم الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول ... أَنْت بِمثل ذَا أدرى بِهِ)
(١٨ لَا تسألن عَن العقيق فَإِنَّهَا ... قد ذللت لَك جامحات ركابه)
(١٩ وكرعت فِي تِلْكَ الْمَوَارِد بُرْهَة ... وشربت صفو الود من أربابه)
(٢٠ وَقَعَدت فِي عرصاته متمايلا ... مُتَبَسِّمًا نشوان من إطرابه)
(٢١ واسلم وَدم أَنْت الْمعد لمعضل ... أعيا الورى يَوْمًا بكشف نقابه)
(٢٢ وَخذ الْجَواب فَمَا بِهِ خطل وَلَا ... عصبية قدحت بِغَيْر صَوَابه)
(٢٣ سكانه صنفان صنف قد غَدا ... متجردا للحب بَين صحابه)
(٢٤ قد طلق الدُّنْيَا فَلَيْسَ بضارع ... يَوْمًا لنيل طَعَامه وَشَرَابه)
1 / 25