الْحق فِي كل شَيْء بل يرَاهُ عين كل شَيْء فَكَانَ مُوسَى يُربي هَارُون تربية علم وَإِن كَانَ أَصْغَر مِنْهُ فِي السن انْتهى
حطه من شَأْن الْأَنْبِيَاء وَرَفعه من شَأْن الْكفَّار
وَقَالَ فِي الفصوص إِنَّه لَا شَيْء للأنبياء من النّظر بل عُقُولهمْ ساذجة قَالَ يدلك على ذَلِك قَول عُزَيْر ﴿أَنى يحيي هَذِه الله بعد مَوتهَا﴾ لَيْسَ لَهُم إِلَّا مَا يتلقونه من الْملك ثمَّ يلقونه انْتهى
تَصْرِيح ابْن عَرَبِيّ وَأهل نحلته بِأَنَّهُم أَنْبيَاء
وأقبح من هَذَا أَنهم يصرحون بِأَنَّهُم أَنْبيَاء فَيَقُولُونَ بنبوة الْولَايَة ونبوة الشَّرَائِع وَانْظُر إِلَى كتاب الفتوحات وَكتاب الفصوص تَجِد من هَذَا مَا لَا يحْتَاج بعده إِلَّا بَيَان فَمن ذَلِك قَول ابْن عَرَبِيّ فِي الفتوحات فِي الْبَاب الموفي سِتِّينَ وثلاثمائة إِن الله أخْفى النُّبُوَّة فِي خلقه وأظهرها فِي بعض خلقه فالنبوة الظَّاهِرَة هِيَ الَّتِي انْقَطع ظُهُورهَا وَأما الْبَاطِنَة فَلَا تزَال فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لِأَن الْوَحْي الإلهي والإيراد الرباني لَا يَنْقَطِع إِذْ بِهِ حفظ الْعَالم انْتهى
قَالَ فِي الفصوص فِي الْكَلِمَة العزيزية وَاعْلَم أَن الْولَايَة هِيَ الْفلك الْمُحِيط الْعَام وَلِهَذَا لم تَنْقَطِع وَلها الانباء الْعَام وَأما نبوة الشَّرَائِع والرسالة فمنقطعة إِلَى قَوْله وَالله لم يتسم بِالنَّبِيِّ وَالرَّسُول وَتسَمى بالولي إِلَى أَن قَالَ أَلا إِن الله لطيف بعباده فأبقى لَهُم النُّبُوَّة الْعَامَّة الَّتِي لَا تشريع فِيهَا انْتهى
1 / 51