[108] قال : وأخبرني الوليد ، قال : فحدثني غير واحد ممن شهد غزاة السائحة مع مروان أحدهم شيخ من أهل قنسرين ، قال : قدمنا على مروان في عشرين ومائة ألف فارس رامح هن جميع أجناد الشام والجزيرة والموصل ، والمتطوعة كثيرة من أهل العراق وغيرهم ، فقدمنا عليه وهو مظهر لمحاربة ملك اللان وغيره ، وقد كتب إلى صاحب خزر يعرض له بالصلح ، فإن كان لك في شيء من ذلك هوى ، فوفد إلي وافدا نعاملهم عليه ، يقدم عليك وفدي بتمام ذلك والشهادة علي وعليك ، فوجه صاحب خزر وفدا ومروان يعرض الخيول، ويعطي ال .. ويتجهز لإمره ويحضرهم مجلسه ويقرب منهم ويسمعهم ما يحبون، ويتلطى على الأمة التي ذكر حتى إذا فرغ فلم يكن إلا الشخوص أظهر لوفد الخزر الحسبة فأغضبهم ، ذلك فأسمعوه ، فأمر بحملهم على مركبهم من البريد على طريق الباب ، وهي تدور ولم يأذن لهم أن يدخلوا من باب اللان ، وقال لهم : أعلموا صاحبكم أني قد أذنته بحرب ، فمضى الوفد إلى الباب ، ودخل هو من باب اللان ، وقدموا على طاغيتهم فأخبروه أنه تجهز بجهاز لم يروا مثله ، وأعد جمعا لم يروا مثله ، وقد آذنك بحرب ، قال : وجاءه الخبر أن هذا مروان قد دخل عليك ، فجمع أهل مشورته وطراخينه فقال : ما ترون ؟ وما تقولون ؟ قالوا : إن مسلمة آذنك بحربه وتصرع في بلاده حتى جمعت له ، وإن هذا اعتراك فقد رهقك ، فإن أنت سرت إليه بمن حضرك هزمك وبلغ منك ، وإن أنت أردت أن تجمع له لم يجتمع لك جنودك ثلاثة أشهر ، وإلى ذلك ما قد بلغ منك ومنك [كذا] ، فالرأي أن تلحق بكورة كذا وكذا من أقصى بلادك ، وتدعه في البلاد يبلغ منها ما بلغ ، قال : فقبل رأيهم ، قال : فسار بنا مروان في تلك الجموع حتى أجاز بنا نهرا في وسط بلادهم، يقال له إرم ، شبهه لي الشيخ بدجلة ، من مخاضة دل عليها ، فأقام يجيز بنا كذا وكذا يوما ، ثم سار بنا في بلادهم مع النهر ، كلما سار وطيء من العمارة أكثر مما خلف ، فسار بنا أياما فأتته هصايله أرمينية فقالوا له : أيها الأمير انصرف إلى المخاضة وتداركها قبل أن يحال بينك وبينها ، فإنهم إن فعلوا جمعوا لك جموعا حالوا بينك وبين القفول، قال : فقبل ذلك من رأيهم ، وتحمل حتى أجاز بهم النهر راجعا (cclxxxvii[287]).
[109] محمد بن عائذ ، أخبرني الوليد بن مسلم ، قال : فقلت للشيخ القنسريني : فمن كان على مقدمته وميمنته وميسرته وساقته - يعني مروان - حين غزا خزر في غزوة السائحة ؟ فقال : كان على مقدمته فلان ، فنسيته ، وعلى ميمنته عبد الملك بن مروان ابنه ، وعلى ميسرته الصقر بن صفوان الحمصي ، وعلى ساقيته(cclxxxviii[288]) ثابت بن نعيم الجذامي ، وهذه الغزوة كانت في أيام هشام بن عبد الملك، وولاه مروان بن محمد على الجزيرة وأرمينية(cclxxxix[289]).
[متابعة هشام بن عبد الملك إغزاء الصوائف]
[110] محمد بن عائذ ، قال : قال الوليد : وأنا عثمان بن محمد ، فإنه حدثني أن هشام بن عبد الملك أغزى الصائفة سنة ست ومائة سعيد بن عبد الملك(ccxc[290]) ، وكنت فيمن غزا تلك السنة ، فصلى بنا الظهر أربعا بدابق ، فدخل عليه مكحول فأفتاه بقصر الصلاة ، فخرج فصلى بنا العصر ركعتين عن فتيا مكحول ، قال : فسمعت رجاء بن حيوة وعبادة بن مسي وعدي بن عدي يقولون : ما زلنا نتم الصلاة في هذا المعسكر (ccxci[291]).
[111] محمد بن عائذ ، قال : قال الوليد : وبلغنا أن هشام بن عبد الملك أغزا مسلمة بن عبد الملك الصائفة سنة سبع ومائة وسعيد بن هشام(ccxcii[292]) على صائفة أهل الشام ومسلمة على جماعة الناس . وفي سنة تسع ومائة أغزا سعيد بن هشام في ناحية من أرض الروم أيضا (ccxciii[293]).
पृष्ठ 67