सारिम मुंकी
الصارم المنكي في الرد على السبكي
अन्वेषक
عقيل بن محمد بن زيد المقطري اليماني
प्रकाशक
مؤسسة الريان
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1424 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
शैलियों
हदीस विज्ञान
الباب الخامس: في تقرير كون الزيارة قربة وذلك بالكتاب والسنة والإجماع والقياس
قال المعترض
وأما الكتاب: فقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ (النساء ٠٦٤) دلت الآية على حث على المجيء إلى رسول الله ﷺ والاستغفار عنده واستغفاره لهم، وذلك وإن كان ورد في حال الحياة فهي رتبة له ﷺ لا تنقطع بموته تعظيمًا له.
فإن قلت: المجيء إليه في حال الحياة ليستغفر لهم وبعد الموت ليس كذلك قلت: دلت الآية على تعليق وجدانهم الله توابًا رحيمًا بثلاثة أمور: المجيء واستغفارهم واستغفار الرسول، فأما استغفار الرسول فإنه حاصل لجميع المؤمنين،لأن رسول الله ﷺ استغفر للمؤمنين لقوله تعالى: «واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات» ولهذا قال عاصم بن سليمان - وهو تابعي - لعبد اله بن سرجس الصحابي: استغفر لك رسول الله ﷺ. فقال: نعم ولك، ثم تلا هذه الآية. رواه مسلم (١) .
فقد ثبت أحد الأمور الثلاثة، وهو استغفار الرسول ﷺ لكل مؤمن ومؤمنة، فإذا وجد مجيئهم واستغفارهم تكملت الأمور الثلاثة الموجبة لتوبة الله ورحمته، وليس في الآية ما يعين أن يكون استغفار الرسول بعد استغفارهم، بل هي محتملة (٢) .
والمعنى يقتضي بالنسبة إلى استغفار الرسول أنه سواء تقدم، أم تأخر، فإن المقصود إدخالهم بمجيئهم واستغفارهم تحت من يشمله استغفار الرسول ﷺ، وإنما يحتاج إلى المعنى المذكور إذا جعلنا استغفر لهم الرسول معطوفًا على فاستغفروا الله أما
(١) أخرجه مسلم ٤/١٨٢٣ - ١٨٢٤ والترمذي في الشمائل رقم ٢٢.
(٢) في كتاب السبكي (مجملة) بدلًا من قوله (محتمله) .
1 / 314