198

शरीर मस्लूल

الصارم المسلول على شاتم الرسول

संपादक

محمد محي الدين عبد الحميد

प्रकाशक

الحرس الوطني السعودي

संस्करण

-

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

وذلك أن الأنصار لما رأوا النبي ﷺ قد آمن أهل مكة وأقرهم على أموالهم ودمائهم مع دخوله عليهم عنوة وقهرا وتمكنه من قتلهم وأخذ أموالهم لو شاء خافوا أن يكون النبي ﷺ يريد أن يستوطن مكة ويستبطن قريشا لأن البلد بلده والعشيرة عشيرته وأن يكون نزاع النفس إلى الوطن والأهل يوجب انصرافه عنهم فقال من قال منهم ذلك ولم يقله الفقهاء وأولو الألباب الذين يعلمون أنه لم يكن له سبيل إلى استيطان مكة فقالوا ذلك لا طعنا ولا عيبا ولكن ضنا بالله وبرسوله والله ورسوله قد صدقاهم أنما حملهم على ذلك الضن بالله ورسوله وعذراهم فيما قالوا لما رأوا وسمعوا ولأن مفارقة الرسول شديد على مثل أولئك المؤمنين الذين هم شعار وغيرهم دثار والكلمة التي تخرج عن محبة وتعظيم وتشريف وتكريم تغفر لصاحبها بل يحمد عليها وإن كان مثلها لو صدر بدون ذلك استحق صاحبها النكال.
وكذلك الفعل ألا ترى أن النبي ﷺ لما قال لأبي بكر حين أراد أن يتأخر عن موقعه في الصلاة لما أحس بالنبي ﷺ: "مكانك" فتأخر أبو بكر فقال له النبي ﷺ: "ما منعك أن تثبت مكانك وقد أمرتك" فقال: ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي النبي ﷺ.
وكذلك أبو أيوب الأنصاري لما استأذن النبي ﷺ في أن ينتقل إلى السفل وأن يصعد رسول الله ﷺ إلى العلو وشق عليه أن يسكن فوق رسول الله ﷺ فأمره رسول الله ﷺ بالمكث في مكانه وذكر له

1 / 198