فقاطعه نوفيكوف معاندا وبنفس اللهجة: «كل هذا سواء وأنتم جميعا تطلبون السهام النارية والتصفيق وما إلى ذلك. وليس هذا إلا أنانية!»
قال يوري: «هبها كذلك! إن هذا لا يغير المسألة.»
وصارت المناقشة مختلطة وأحس يوري أنه لم يرد أن يقول هذا، ولكن الخيط أفلت منه بعد أن كان مجراه واضحا ممتدا منذ برهة فجعل يقطع الغرفة رائحا جائيا. معالجا أن يغالب غيظه وهو يقول لنفسه: «إن المرء أحيانا ينقصه المزاج المناسب. وأحيانا أخرى يتكلم بجلاء كأنما الألفاظ مخطوطة أمام عينيه. وأنا أحيانا أكون كالملجم فلا أحسن العبارة عما في نفسي، نعم هذا كثيرا ما يقع.»
وصمت كلاهما، ثم وقف يوري بجانب النافذة وتناول قبعته وقال: «دعنا نتمشى.»
أجاب: «حسن جدا.»
ووافق نوفيكوف وفي مأموله أن يلاقي ليدا وسره أمله وأحزنه في آن.
الفصل التاسع
ذهب يوري ونوفيكوف يتمشيان في الميدان ولم يقابلا أحدا يعرفانه فأخذا يستمعان إلى فرقة الموسيقى التي كانت تعزف كالعادة في الحديقة وكان عزفها ضعيفا وألحانها خشنة متنافرة.
ولكن صوتها كان شجيا هافيا عن بعد. ولم يريا إلا رجالا ونساء يتمازحون ويضحكون، وكانت ضوضاء سرورهم لا تناسب الموسيقى الحزينة والليل المتجهم فأمض ذلك يوري.
وانضم إليهما سانين في آخر الميدان وحياهما محتفلا وكان يوري لا يحبه ففتر الحديث.
अज्ञात पृष्ठ