فعادا أدراجهما وسارت أمامه فأثار منظر ردفيها المكتنزين المستديرين في ذهنة خواطر جنسية كان من الصعب عليه أن يغض عنها، فقال بصوت مضطرب: «اسمعي يا سينا. إني أريد أن أسألك سؤالا سيكولوجيا لطيفا: كيف لم تخافي أن تأتي إلى هنا معي؟ لقد قلت إننا لو صرخنا لما سمعنا أحد. وأنت لا تعرفين عني شيئا على الإطلاق!»
فخجلت في الظلام وصمتت ثم قالت أخيرا بصوت خافت: «لأني رأيت أنك يمكن الثقة بك.»
قال: «وافرضي أنك كنت مخطئة؟»
فقالت بصوت لا يكاد يسمع: «إذا كنت ... أغرق نفسي.»
فملأته هذه الألفاظ عطفا وسكنت نزعاته واطمأنت نفسه.
وقال لنفسه: «ما أطيبها من فتاة.»
ووقعت منه أعظم وقع عفتها البسيطة الصريحة.
وزهاها ردها عليه وأرضتها موافقته الصامتة عنه، فابتسمت له لما عاد إلى مدخل الغار. على أنها كانت تعجب لماذا لم تر في سؤاله ما يسوء أو يفضح ولماذا ارتاحت إليه على العكس من ذلك؟
الفصل السادس
بعد أن انتظر الباقون برهة عند مدخل الغار وركبوا سينا ويوري بالنكات أخذوا يتمشون على شاطئ النهر وأشعل الرجال السجائر وألقوا بعيدان الكبريت في الماء وجعلوا يرقبون اندياح الدوائر على سطح التيار.
अज्ञात पृष्ठ