فتمكن أخيرا من أن يقول: «حقيقة؟» فقالت بصوت الراضي المطمئن: «إذا كان هذا كله أمامك فهل يسعك أن تمل!»
فلم يملك يوري أن يقول: «على كل حال أرى كل شيء يضجرني.»
فتظاهرت أخته بالاستياء وقالت: «ما ألطف هذا منك؟ إنه لم تمض عليك ساعتان في المنزل قضيتهما نائما ومع ذلك فقد ضجرت!»
فأجابها بلهجة فيها بعض الشموخ: «إن هذا ليس خطئي ولكنه سوء حظي.»
وظن أن من دلائل الذكاء السامي أن يضجر لا أن يسر.
فقالت متهكمة: «سوء حظك حقيقة! ها ها.»
وداعبته بكفها على خده: «ها ها.»
ولم يفطن يوري إلى أن مزاجه اعتدل وأن صوت لياليا الطروب ومراحها قد أماطا عن نفسه الكآبة التي كان يحسها حقيقة عميقة، ولم تكن لياليا تؤمن بكآبته هذه، ومن أجل هذا لم يقلقها ما قال.
ورفع يوري طرفه إليها وقال وعلى وجهه ابتسامة: «إني لا أعرف الجذل أبدا.»
فضحكت منه «لياليا» كأنما كان قال ما يغري بالاستغراق في الضحك وقالت: «حسن جدا أيها «الفارس ذو الوجه العبوس» إذا لم تكن بالمنشرح فلست به. دعك من هذا وتعال معي لأعرفك بشاب فاتن تعال.»
अज्ञात पृष्ठ