ومضى سارودين يغني:
ولكنك لا تعبأين بي فلماذا أحزنك بهمومي
وكانت أنغام البيانو تدوي فضية الرنة في جوانب الحديقة الخضراء الرطبة وأخذ ضوء القمر يزداد تألقا والظلال سوادا.
ومضى سانين إلى شجرة الزيزفون وجلس في ظلها وهم أن يشعل سيجارة، ولكنه وقف فجأة وجمد كأنما سحره سجو الليل الذي زاد في سكونه البيانو وذلك الصوت الطري الفتي ولم يزعجه.
وقال نوفيكوف مسرعا كأنما ينبغي أن لا تفلت هذه اللحظة: «ليدا بتروفنا!»
فقالت وهي تلحظ الحديقة والقمر والأغصان الحالكة بادية تحت قرصه الفضي: «ماذا؟» - «لقد طال انتظاري - أعني أريد أن أقول لك شيئا.»
فأمال سانين رأسه مصغيا.
وسألت ليدا وهي غائبة الذهن: «أي شيء؟»
وكان سارودين قد فرغ من أغنيته ثم عاد يغني بعد فترة وكان يعتقد أن له صوتا باهر الجمال وكان يحب أن يسمعه.
وأحس نوفيكوف أن وجهه يحمر ثم يمتقع كأنما يوشك أن يغشى عليه ثم قال: «إني - اسمعي يا ليدا بتروفنا - هل تقبلين أن تصبحي لي زوجة؟»
अज्ञात पृष्ठ