सपनों के लिए उपयुक्त नहीं बॉक्स: एक लघु कहानी संग्रह
صندوق لا يتسع للأحلام: مجموعة قصصية
शैलियों
ليلة العيد
الأبخرة تتصاعد فتحجب الرؤية، وتسد الأنوف روائح مواد الفرد وأدوات الكي الرخيصة السعر، فتجعل المكان كغرفة تحنيط.
أفواه لا تتوقف عن الطلبات، وقلوب لا تتوقف عن التطلعات من خلف طبقات من الأقنعة الزائفة.
الحكايات هنا لا تنتهي، كصندوق كبير للحكي، يمكنني أن أتجول فيه كدمية، أشارك حينا في صنعها، أو أكتفي بالمشاهدة، كتلك الطفلة التي صاحبت يوما أمها، فامتلأت عيناها ورأسها بالأسئلة والقصص. وأحيانا، أصبح كصانع عرائس الماريونيتات، أحركها وأسطو عليها وأسحرها وأمسخها.
أبدأ عملي بأسئلة عدة، وبكلمات بسيطة، فأبدو كصاحبة مقام، يأتينني طوعا، ليضعن وجوههن وشعورهن وأطرافهن وأحلامهن كذلك تحت إمرتي؛ من أجل فرحة ترتسم على قلوبهن كوشم. «ماذا تريدين؟ الوجه فقط؟ ما رأيك بتنظيف إضافي بالبخار، وإزالة للنقاط السوداء المتطفلة على أنفك ووجنتيك؟ سأهديك معه قناعا من اللبن والعسل ونباتات طبيعية آتية من بلاد الجمال والنور، سينير وجهك وينفس عن مسامه، ويعيد إليه ربيعه.» ألحظ أحلاما وردية وكلمات معطرة ترتسم في المخيلة، فتدفع بزبونتي للرضوخ. «قدماك تعانيان العطش، تتكسر أحجبتهما على طرقات المشقة والحرمان، تلهث خلف مسئوليات الحياة، هي الآن تنتصب بين أصابعي وتتمدد كعروس تستيقظ للتو من غفوة طويلة.»
يتصبب عرقي وأنا أعدو خلف أدوات التزييف، أحصي بعيني الأجساد على مقاعد الانتظار، فألعن العاملات الأخريات المتأخرات دائما عن موعد حضورهن، حتى في هذا اليوم.
في أرجاء المكان يتطاير السؤال، يعاد استنساخه عشرات المرات، كروح تسكن الجميع، ولا مفر من طاعته. ما أسباب حضورهن اليوم؟ كيف سيقضين تلك الليلة؟ تدغدغ رغباتي قصصهن، وضحكاتهن الخليعة الماكرة الخارجة لتوها معطرة من ذاكرة نسائية.
أستمع إلى همزات تلك التي اشترت قميصا بلون أحلامها الوردية لتجدد ليلة عرسها، رغم مرور عشر سنوات كاملة، ثم دخولها في نقاش حاد حول الأسعار المبالغ فيها للانجيري، وآخر موديلاته التركية التي أزاحت المصنوعات المصرية؛ لجدارة خامتها وأناقتها، مذكرة بشوارع وسط البلد التي كانت عامرة بالمستورد من أفخم الموديلات.
ومدام منال التي كانت تستعد لحضور زوجها خلال أيام، بعد غياب أسابيع في مهمة عمل. جاءت لمفاجأته بجلسة فرد وقصة شعر جديدة، ففاجأها هو بمكالمة تليفونية يخبرها بوصوله الآن، فخرجت في حلتها الجديدة تجر خيبتها وتحذيراتي ترن في أذنيها: «الكيراتين سيحرمك من الاستحمام لمدة 72 ساعة على الأقل!»
أرهقتني مفاوضات تلك العشرينية التي أمضت معظم وقتها في محادثة حبيبها، واستشارته في لون وشمها ورسمته، ولون صبغتها وطول شعرها؛ استعدادا لمقابلة أولى مع والدته.
अज्ञात पृष्ठ