الحارث :
إذن لا شيء يثنيك عن عزمك؟
السموأل :
لا!
الحارث :
يا للقساوة! إلي أيها الحب الوالدي. إلي يا حنو الآباء على الأبناء. ساعديني يا عواطف الشفقة والحنان، هلمي واخرقي هذا القلب القاسي وليني منه الفؤاد، عله يحن على ولده، ويشفق على فلذة كبده. آه إن عنادك ينزل بعاديا أشد العذاب، وإصرارك يقصف غصن حياته، وكلمة من فيك تحل وثاقه، وإشارة منك تعيده إلينا سالما، وهذه الكلمة أنت لا تقولها وهذه الإشارة لا تأتي بها فتبحث بنفسك عن هلاك ولدك.
السموأل :
كفى لوما وعذلا يا حارث! كفاك تضرب على وتر كاد يتقطع من الاضطراب! رشقتني الأيام بأحد سهامها فأصابت حبة قلبي، وكأن الطعنة غير كافية فتسعى أنت في توسيع الجرح. أتظن أن هذه العواطف لا صدى لها في صدري؟! أيتبادر إلى ذهنك أن قلبي لا يقطر دما عند هذه الأفكار؟ آه إن دموعي أحر نار الجحيم أبردها. أنت تجهل أي مراجل فار فائرها هنا تحت مظاهر السكينة والهدو، وأي نار تأجج سعيرها فكادت تلتهمني . آه أود أن تنهشني السباع بأنيابها وتمزقني العقبان بمخالبها أفضل أن أقلب على مقالي الجمر وأحرق في تنور مسجور من أن أكون في موقف يتنازعني فيه عامل الوفاء وعامل الحنو، وأنا موقن أن السهم الذي يخرق أحشاء ولدي لا يلبث أن يصيبني فيرديني فأتبعه إلى القبر عاجلا، لكننا نكون متنا شهداء الوفاء.
الحارث :
ليس الوفاء يطلب ما تأباه الشريعة، ولا يرضاه الله؛ فإنه عز وجل يأمرنا بتفضيل النفس على المال. فهل يجوز لك أن تجود بنفس ثمينة خالدة في سبيل شيء فان؟ لا يا أخي، حياة عاديا لله وليست لنا فنجعل لها حدا.
अज्ञात पृष्ठ