يدر أن المنايا تسابقه ، وغمرها السابح (1) لاحقه ، تحته مهر كلف به كلف أبي محجن (2) بالحميا ، أو ابن أبي ربيعة (*) بمحبوبته الثريا. قريب الرياضة سريع الإفاضة ، فقال لي وهو يركضه : إن هلك فمنك عوضه ، فكان هو الهالك ، ولو أمكن لكنت عوضه من المهالك. وله شعر يفعل بالألباب فعل السحر ، أثبت منه أحلى من جني النحل ، وأجدى من ندى القطر في البلد المحل. فمن ذلك قوله وهو مما كتبه إلى الوالد :
زرت خلا صبيحة فحباني
بسؤال أشفى وأرغم شاني (3)
** فأجابه الوالد بقصيدة طنانة مطلعها
ليت شعري متى يكون التداني
من بلاد بها الحسان الغواني
يقول فيها :
كلمات لكنها كالدراري
وسطور حوت بديع المعاني
पृष्ठ 196