183

يدر أن المنايا تسابقه ، وغمرها السابح (1) لاحقه ، تحته مهر كلف به كلف أبي محجن (2) بالحميا ، أو ابن أبي ربيعة (*) بمحبوبته الثريا. قريب الرياضة سريع الإفاضة ، فقال لي وهو يركضه : إن هلك فمنك عوضه ، فكان هو الهالك ، ولو أمكن لكنت عوضه من المهالك. وله شعر يفعل بالألباب فعل السحر ، أثبت منه أحلى من جني النحل ، وأجدى من ندى القطر في البلد المحل. فمن ذلك قوله وهو مما كتبه إلى الوالد :

زرت خلا صبيحة فحباني

بسؤال أشفى وأرغم شاني (3)

** فأجابه الوالد بقصيدة طنانة مطلعها

ليت شعري متى يكون التداني

من بلاد بها الحسان الغواني

يقول فيها :

كلمات لكنها كالدراري

وسطور حوت بديع المعاني

पृष्ठ 196