فوا لهفا عليه , فقد كان ركنا من أركان الدولة العثمانية فتهدم , وسيفا من سيوف الصولة الخاقانية (1) فتفلل وتثلم , ويا أسفاه على فقده , ويا طول حزناه على بعده , وكيف لا؟! وقد قال بعض مادحيه (2): [من الوافر]
لقد أرضت شمائلك الليالي ... فكان سواد مفرقها شبابا
وعدلك أورث الأيام نورا ... لذاك تداولن منك اقترابا
ولو نطق الزمان بما يراه ... لألف في مناقبكم كتابا
لقد فقت الملوك الصيد فخرا ... فديتك لن تداهن أو تحابي
وردت بمنهل الأفضال عذبا ... وغيرك وارد وشلا وصابا (3)
وصرت على سنام المجد حقا ... وغيرك لم ينل منه الركابا
وما رست الحروب فكل حرب عوان أنتجت منك العجابا
كأنك إن تسر فردا جموع ... تعاف الأسد عند لقاك غابا
وتنحاز القبائل عنك خوفا ... جميعا لا نمير ولا كلابا
पृष्ठ 142