تهاداه: فعل ومفعوله، وأصله تتهاداه فخففت إحدى التآئين، ويجوز كونه فعلا ماضيا وحينئذ لا حذف (1)
التنائف: فاعله.
وأطحل: صفة لأزل.
المعنى (2):
أذهب وأغدو على القوت القليل، في حالة طلب الأمر الجليل، ذهابا مثل ذهاب الذئب الأرسح الذي تتقاذفه الفلوات، وهو يسير، وتترامى به المفاوز البعيدة التي لا ماء فيها ولا أنيس، وذلك عنده يسير.
تكميل (3):
النكتة في اختياره التشبيه بالأزل دون غيره من الذئاب، لأنه أصبر على الجوع حتى أنه ليقتات بالنسيم، وأما اختيار الغدو على الرواح، فهو لضيق المعاش فيه، لأن الليل يعقبه بخلاف الغدو فإنه يعقبه العشي، وكلاهما من النهار لكونهما طرفاه، والمعاش ميسر في النهار عادة دون الليل. واختار وصف ما شبه نفسه به من الذئاب الأزل دون غيرها من أوصاف الذئب للمناسبة بينهما فتأمل. والمراد من تهادي التنائف إياه، أن الفلوات لسعتها وعرض أرجائها تأخذ به تارة يمينا، وتارة شمالا، وتارة خلفا، وتارة أماما، فكأنها تعطيه هدية بعضها لبعض (4)، ويقرب من هذا المعنى قول شيخنا (5) من أبيات: ... [من البسيط]
(كأنما هو من حل ومرتحل) ... أكل السباسب تلقيه وتبلعه
وهذا معنى قولهم ترامت به الفلوات [83ظ] والأقطار، وتقاذفته المهامة والقفار)).
पृष्ठ 255