तेहरान की कैदी
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
शैलियों
قاطعني حامد: «يكفي هذا.»
نظرت مينو إلى قدمي، ثم غطت وجهها بيديها، وأخذت تبكي.
سألها حامد: «لم تبكين؟» لكنها لم تجبه.
خيل إلي أننا مكثنا في السيارة ساعات؛ فقد تنقلنا من منزل إلى آخر، وألقي القبض على أربعة من زملائي في المدرسة في تلك الليلة. أخبرت مينو همسا بأن عليها أن تخبر الحرس ببضعة أسماء أثناء التحقيق، وأخبرتها أيضا أن لديهم قائمة بالأسماء، وأنهم يعرفون كل شيء، ولكنني لم أكن واثقة من مدى استيعابها لما قلت.
عصبت أعيننا فور وصولنا إلى بوابة السجن، وعندما توقفت السيارة، فتح الباب المجاور لي وأمرني حامد بالنزول. سرت خلفه أعرج حتى دخلنا أحد المباني، فطلب مني أن أجلس على الأرض في الرواق. جلست هناك فترة طويلة أسمع بكاء السجناء وصرخاتهم. كان رأسي ينبض ألما، وشعرت بالغثيان.
كان النعاس قد غلبني، وانتفضت واقفة عندما سمعت صوت حامد: «مارينا، انهضي!»
تمكنت من استعادة توازني بأن استندت إلى الحائط. طلب مني أن أتشبث بشادور فتاة تقف أمامي ففعلت، وبدأت تسير وأنا أعرج خلفها. كانت قدماي تؤلمانني كأني أسير على زجاج مكسور. سرعان ما خرجنا من المبنى وواصلنا السير والرياح الباردة تعصف بي. بدأت الفتاة التي أمامي تسعل، وملأ الثلج الذي كسا الأرض خفي المطاطي فخدر قدمي وساعد في تخفيف الألم، لكنني كنت أفقد الشعور بقدمي شيئا فشيئا، وكل خطوة تزداد صعوبة عن سابقتها. تعثرت في صخرة، فوقعت أرضا. وبينما أستند برأسي على الأرض المتجمدة، لعقت الثلج محاولة تخفيف جفاف فمي ومرارته. لم أشعر بالبرد أو العطش هكذا من قبل. كان جسدي يرتجف دون إرادتي، وأسناني يصطك بعضها ببعض حتى ملأ صوتها رأسي. رفعتني أيد خشنة عن الأرض، وأجبرتني على الوقوف على قدمي.
ترى إلى أين يأخذونني؟
صاح حامد: «سيري جيدا، وإلا أطلقت الرصاص عليك هنا!»
جاهدت كي أواصل السير إلى أن طلب منا التوقف أخيرا، وأزال أحدهم العصابة عن عيني. وجه ضوء ساطع إلى وجهي فأعماني وخلف وراءه ألما تفجر في رأسي. وبعد بضع ثوان نظرت حولي. كانت أضواء الكشافات تشق الليل كأنها نهر أبيض متلألئ، والتلال السوداء تحيط بنا كظلال الأشباح. كنا في بقعة نائية لا تحيط بها أي مبان. كانت سماء الليل مرقطة بسحب تجري على بساط من النجوم المتلألئة. طافت بضع من ندف الثلج في الهواء بخفة محاولة أن تطيل وجودها البلوري قبل أن تلقى مصيرها على الأرض. كان معي أربعة سجناء آخرون؛ فتاتان وشابان، وأربعة من الحرس الثوري يصوبون فوهات بنادقهم نحونا، وقد خلت وجوههم من أي تعبير. صاح حامد: «تحركوا نحو الأعمدة!» فتردد صدى صوته بين التلال. وعلى بعد سبعة أمتار ارتفعت من الأرض بضعة أعمدة خشبية في مثل طولي. نحن قاب قوسين أو أدنى من الإعدام، وشعور البرودة الذي ملأ صدري يشلني.
अज्ञात पृष्ठ