तेहरान की कैदी
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
शैलियों
ضحكت وقالت: «يسعدني أنك لم تفقدي تميزك عن الآخرين.» كانت متأنقة كالعادة في قميصها الأصفر الشاحب وتنورتها البنية الأنيقة. «يجب أن تفخري بنفسك، فمعظم من يخرجون من «إيفين» يوصدون الباب على أنفسهم ولا يخاطبون أحدا فترة طويلة، لكنك ورثت القوة عن جدتك.»
صدحت موسيقى الفالس وبدأ الناس يرقصون.
سألتها: «لم لا يسألني أحد عما حدث لي في العامين الماضيين؟» - «الإجابة بسيطة جدا، فنحن نخشى السؤال لأننا نخشى المعرفة. أظنه نوعا من الدفاع الطبيعي عن النفس. إن لم نتحدث نحن في هذا الشأن وتظاهرت أنت بأنه لم يحدث، فربما يدخل الأمر في طي النسيان تماما.»
توقعت أن تؤدي عودتي للمنزل إلى عودة الأمور لطبيعتها، لكن ذلك لم يحدث. كرهت الصمت المحيط بي، ورغبت في أن أشعر بحب من حولي، ولكن كيف يجد الحب طريقه إلي وسط كل هذا الصمت؟ إن الصمت والظلام يتشابهان إلى حد بعيد، فالظلام غياب للضوء، والصمت غياب للأصوات. كيف يمكن للمرء أن يجتاز كل هذا التجاهل؟ •••
بعد حفل عيد ميلادي قررت أن أحصل على شهادتي الثانوية؛ علي أن أواصل حياتي، ويمكنني أن أستذكر دروسي في المنزل وأذهب إلى المدرسة لأداء الاختبارات. ومع أن أندريه كان يستكمل دراسته في الهندسة الكهربائية فقد ظل يزورني كل يوم ويساعدني في دراسة التفاضل والفيزياء، ويقص علي أنباء محاضراته وأساتذته وأصدقائه، ويصطحبني أحيانا لحضور التجمعات وحفلات أعياد الميلاد في منازل أصدقائه، وبطريقة ما اعتبرنا تلك الفترة فترة خطبتنا.
في ذلك الوقت كانت لدى الحرس الثوري نقاط تفتيش في كل مكان بالمدينة، وكانوا يوقفون السيارات في أوقات مختلفة من اليوم، وخاصة أثناء الليل، ويجرون تفتيشا عشوائيا. ولما كان محرما على رجل وامرأة لا تربطهما صلة قرابة وثيقة أو خطبة أن ينفردا في السيارة، وكي نتخذ احتياطاتنا لهذا الأمر، ومع أننا لم نتحدث في موضوع الزواج قط، فقد طلب أندريه من القساوسة أن يعطونا ورقة رسمية تثبت أننا مخطوبان، واحتفظ بها في السيارة كي نستخدمها عند الضرورة.
كنت أستذكر دروسي عشر ساعات يوميا، سواء في غرفتي أو وأنا أذرع المكان جيئة وذهابا حول المسبح حاملة الكتاب في يدي. ربما أكون قد شغلت وقتي باستذكار الرياضيات والعلوم كي أتجنب التفكير في الماضي. كان أبي يمكث في العمل طوال اليوم ستة أيام أسبوعيا، فما زال يعمل موظفا لدى العم بارتيف، وأمي تقضي معظم وقتها في طوابير البقالة أو في المطبخ أو في الحياكة، وكنت أتجنب الاحتكاك بها قدر الإمكان.
وذات يوم دافئ ونحن نجلس في الساحة الخلفية، نقل أندريه مقعده بجواري وطوق كتفي بذراعيه. كانت العصافير تطير حولنا، والأزهار الحمراء والوردية والبيضاء تملأ الجو بعبيرها.
سألني: «متى سنتزوج؟»
كان محمد قد حذرني في «إيفين» من الزواج برجل مسيحي، فطبقا للشريعة الإسلامية لا يسمح للمرأة المسلمة بالزواج من رجل مسيحي، ولكن الرجل المسلم يسمح له بالزواج من مسيحية، أما حقيقة اعتناقي الإسلام مجبرة في ظروف استثنائية فلم تكن تشكل فارقا للحكومة. إن اعترفت بالارتداد عن الإسلام والعودة إلى المسيحية، فسوف أعاقب بالموت طبقا لقواعد الإسلام.
अज्ञात पृष्ठ