तेहरान की कैदी
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
शैलियों
كان الجو ما زال مظلما وصلاة الفجر لم يحن موعدها بعد عندما أعادني لزنزانتي، وبعد أن أغلق الباب أصبح الظلام حالكا ولم أستطع رؤية أي شيء، فجلست على الأرض في الحال كي لا أخطو على مينا، ولكنني لم أسمع أي صوت، فتقدمت للأمام ببطء متحسسة طريقي بيدي، ولكن مينا لم تكن موجودة.
ناديت: «مينا!»
تسلل الضوء، وملأ صوت المؤذن المكان: «الله أكبر ...» - «مينا!» - «الله أكبر ...»
لقد اختفت مينا. كان علي معي في الزنزانة الأخرى طوال الليل. يا إلهي! لقد أخذها حامد دون علم علي. حاولت أن أفكر، ربما هي حية، وماذا يمكنني أن أفعل؟ كنت على يقين من أن عليا في طريقه لمبنى التحقيق، يمكنني أن أقرع باب الزنزانة وأطلب من أحد الحرس أن يناديه، لكن سيبقيه بعيدا عن مبنى التحقيق. كان علي أن أنتظر.
ظللت أذرع الزنزانة جيئة وذهابا، ولم تستغرق مني سوى خمس أو ست خطوات كي أقطع طولها، ولم يكن عرضها يزيد عن ثلاث خطوات. تدافعت في ذهني مشاهد من الليلة التي اقتادوني فيها لتنفيذ حكم الإعدام، كنت قد شهدت اللحظات الأخيرة في حياة شابين وفتاتين لم أكن أعرف أسماءهم. هل أخبر أحد عائلاتهم بأن أحباءهم قد أعدموا؟ أين دفنوا؟ ربما حدث لمينا نفس الشيء. قرعت باب الزنزانة بقبضتي بأقصى قوة.
جاءني صوت أحدهم يتساءل: «هل هناك خطب ما؟» - «هل يمكن من فضلك أن تبحث عن الأخ علي وتخبره أني أريد الحديث معه في الحال.»
وافق الرجل. ظللت أذرع المكان لبعض الوقت وقلبي يخفق بشدة. لم يكن لدي ساعة، ولم أدر كم مر من الوقت. لم يكن أذان الظهر قد حان موعده بعد، وشعرت بالدوار فأخذت أترنح وأرتطم بالحوائط. لا بد أن هناك المزيد مما يمكنني فعله، فبدأت أطلب العون من كل القديسين الذين أعرفهم: «أيها القديس بولس أغث مينا، أيها القديس مارك أغث مينا، أيها القديس متى أغث مينا، أيها القديس لوقا أغث مينا، أيتها القديسة برنادت أغيثي مينا، أيتها القديسة جان دارك أغيثي مينا.» لم أستطع أن أتذكر أسماء أي قديسين آخرين، فقرعت الباب مرة أخرى.
أجابني نفس الصوت: «لقد أخبرته.» - «وماذا قال؟» - «قال إنه سيأتي في أقرب وقت ممكن.»
جلست في أحد الأركان وأخذت أبكي.
وهنا ارتفع صوت المؤذن لصلاة الظهر: «الله أكبر ... الله أكبر ...»
अज्ञात पृष्ठ