तेहरान की कैदी
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
शैलियों
على يميننا كانت أشجار القيقب العملاقة تحجب الرؤية، وعلى اليسار مبنى من القرميد مكون من طابقين تقبع خلفه سيارة علي، وفور أن وصلنا إلى السيارة أدركت أنني لا أرغب في أن ينفرد بي علي أبدا، وتسلل إلي دبيب الخوف.
قال لي وهو يأخذ بذراعي الأيسر ويحاول مساعدتي على الوقوف: «دعيني أساعدك.» فدفعت ذراعه. - «مارينا، لا تخافي مني. لم ولن أؤذيك.»
كان محقا؛ فهو لم يؤذني قط. - «ثقي بي. حتى عندما نتزوج، سوف أحترم مشاعرك، فلست وحشا.»
لم يكن لدي خيار سوى الوثوق به. كانت عضلاتي واهنة، وشعرت بالدوار عندما وقفت، لكني تمكنت من ركوب السيارة دون أن أفقد توازني. وعند باب الخروج أشار علي للحرس، ففتحوا البوابات، وخرجنا من «إيفين». صدمت من سهولة الطريقة التي أخرجني بها؛ ربما يشغل منصبا مرموقا أكثر مما ظننت.
كان الشارع خاليا مقفرا، ولكن بعدما تحركنا بعيدا عن السجن بدأت الحياة تدب فيه تدريجيا، فظهر الناس والبيوت والمتاجر، وفي قطعة أرض فضاء كانت مجموعة من الأطفال يركضون خلف كرة بلاستيكية ووجوههم مغطاة بطبقة رقيقة من الغبار، والنساء تحمل مشترياتهن من البقالة عائدات إلى المنزل، والرجال ينتشرون هنا وهناك يتحدث بعضهم مع بعض. بدت لي كل تلك الأمور البسيطة التي يقوم بها الناس كأنها معجزات.
سألني علي بعد نصف ساعة: «ما هذا الهدوء الشديد؟ فيم تفكرين؟» - «في الحياة التي تبدو طبيعية للغاية هنا.» - «مع أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، أعدك أننا سنحيا في نهاية الأمر حياة طبيعية. سوف أعمل كي أعولك، وسوف تباشرين شئون المنزل وتذهبين للتسوق وتزورين الأصدقاء والأقارب، وسوف تصبحين سعيدة.»
كيف يمكنه أن يتحدث عن عمله بهذه البساطة؟ إنه ليس معلما أو طبيبا أو حرفيا. - «أصدقائي إما متوفون أو في السجن، ولست متأكدة هل سترغب عائلتي في رؤيتي مرة أخرى.» - «سوف تكونين صداقات جديدة. ولم تظنين أن عائلتك سترفض زواجنا إلى هذه الدرجة؟» - «لسبب واحد، وهو طبيعة عملك.» - «مارينا، ثقي بي، هناك أمل. سوف يرون الاهتمام الذي سأغدقه عليك. لقد تخطيت العديد من المصاعب كي أبقيك على قيد الحياة، والعديد من الأشخاص يعارضون زواجنا، ولا يزال هناك المزيد من العقبات التي يجب علي تخطيها، لكنني سأتعامل مع كل تلك المشاكل، وسوف ترى عائلتك الحياة الكريمة التي سأوفرها لك وعندها سيغيرون رأيهم. سنواجه عائلتك معا عندما تصبحين مستعدة لذلك.»
لماذا اختارني أنا؟ لقد كنت تجسيدا لكل ما يعارضه؛ فأنا مسيحية ومناهضة للثورة وسجينة. كان عليه أن يصارع من قبل كي ينقذني من الموت، والآن عليه أن يصارع مجددا كي يتزوجني. لماذا يفعل هذا؟ •••
ظللنا فترة نخرج في نزهة بالسيارة كل ليلة. عندما أكون معه في السيارة أحاول أن أتظاهر بأني إنسانة طبيعية. حاولت أن أمنع نفسي من التفكير في الماضي أو المستقبل، وحاولت التركيز في طنين المحرك والمقاعد الجلدية الوثيرة والشوارع التي تمتلئ بمظاهر الحياة التي تبدو خالية من الهموم. ومع أن المدينة ظلت كما تركتها، فقد بدت لي كل المعالم وكل الروائح وكل الأصوات غريبة. ارتفع صوت علي مغطيا على كل شيء وهو يخبرني عن عائلته؛ هو ابن وحيد وله شقيقة واحدة متزوجة وتبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما. والدته حملت مرتين بعد أن وضعت شقيقته، لكنها أجهضت في كلا المرتين. طبقا للشريعة الإسلامية يحق للرجل الزواج بأكثر من امرأة، لكن والد علي، السيد حسين موسوي، ظل مخلصا لزوجته الوحيدة وطفليه؛ فالسيد موسوي رجل متدين، ساعد آية الله الخميني لأعوام عديدة، وهو فخور بعلي لكونه جنديا شجاعا في الجهاد ضد الشاه، وهو أيضا رجل أعمال ناجح كون ثروة كبيرة، لكنه لم ينقطع عن مساعدة المحتاجين. منذ أعوام ووالدا علي يلحان عليه كي يتزوج، لكنه في الثامنة والعشرين ولم يتخذ تلك الخطوة بعد.
قال علي أثناء إحدى جولاتنا الليلية بالسيارة: «لقد أخبرت والدي عنك.»
अज्ञात पृष्ठ