वैश्विक सिय्योनिज्म
الصهيونية العالمية
शैलियों
بهذا التهديد نجحت الصهيونية فحصلت على وعد بلفور بالوطن اليهودي في فلسطين، وكل ما يقال عن تعليل الحصول عليه بقصة وايزمان واختراعه الكيماوي النافع في صناعة المتفجرات، فهو من خرافات العجائز وأحاديث الأطفال، إذ ليس بالمعقول أن تتحمل بريطانيا أعباء الوطن اليهودي لتكافئ مخترعا يعمل في مصانعها وجامعاتها ولا يستطيع أن يمنعها حق الانتفاع بذلك الاختراع! فما كان الاختراع إلا علالة قصد بها التمويه لإخفاء الأسباب الحقيقية لهذا الوعد.
إنما نجح الصهيونيون في انتزاع وعد بلفور لأنهم جعلوه ثمنا للدعاية الأمريكية. ثم أرادوا أن ينجحوا مثل هذا النجاح في الحرب العالمية الثانية فأخطأهم التوفيق؛ لأن الصهيونية لا تستطيع أن تعزل بريطانيا في حرب هتلر والنازية، وإن فعلت ذلك فإنما تدور الدائرة عليها.
إلا أن هزيمة هتلر قد أطلقت أيدي الصهيونيين في التهديد وإملاء الشروط على الدولة البريطانية، فاستكانت لهم هذه الدولة استكانة لم تقبلها من أحد، وطغى الأذلاء الذين صبروا على مظالم الطغاة مئات السنين، فأنفوا أن يعاقب الإنجليز مذنبا منهم تثبت عليه جريمة الفتك والعدوان، وقبضوا على جند الحكومة ليقتصوا منهم بالجلد والقتل إذا نفذ العقاب في الصهيوني المحكوم عليه، فأذعن الحاكمون إذعانا مخجلا لهذه الغطرسة من هؤلاء الأذلاء، ولولا خوف الدولة البريطانية من دعاية الصهيونية بين الأمريكيين لأتت على تل أبيب نسفا وهدما في لمحة عين.
وتغير الموقف الآن كل التغيير من الوجهة السياسية الدولية، فليس في مقدور الصهيونية أن تعزل بريطانيا العظمى؛ لأن قيادة المعسكر الغربي انتقلت إلى الولايات المتحدة، وليس في مقدورهم أن يعزلوا الولايات المتحدة، لأن سياسة العزلة ذهبت في خبر كان. ولو حاول الصهيونيون محاولة من هذا القبيل في إبان حرب من الحروب لكانت هي القاضية عليهم في تلك البلاد.
وتم التغيير في الموقف الدولي بعد أن أصبحت للصهيونيين دويلة تسمى إسرائيل.
إن الصهيونيين كانوا يلعبون بالسياسة الدولية ويملكون وقت اللعب فلا يخسرون أو لا يصبرون على الخسارة.
كانوا يلعبون بالسياسة الدولية فأصبحوا في بعض المواقف على الأقل لعبة للسياسة الدولية، وأصبحوا هدفا ظاهرا لمن يهددهم بالانتقام، فما عليه إلا أن يضرب إسرائيل فإذا بالصهيونية كلها مضروبة من وراء إسرائيل.
إن التغيير الذي طرأ على السياسة الدولية لا يجري مع المآرب الصهيونية في مجرى واحد، وهذا التغيير في السياسة الدولية سبب من الأسباب التي تولي غدا بالصهيونية العالمية وتنذرها بما تستحق من مصير.
الفصل السابع عشر
مصير الصهيونية العالمية ونفوذها المهدد
अज्ञात पृष्ठ