सियोनीवाद
الصهيونية: ملخص تاريخها، غايتها وامتدادها حتى سنة ١٩٠٥م
शैलियों
الصهيونية
تعريف الصهيونية
العودة والاعتقاد
العودة والتاريخ
تولد الصهيونية الحديثة
نمو الحركة
انتشار الصهيونية
ترس وعلم داود
الفرق والأحزاب الصهيونية
ماذا تعلم؟
अज्ञात पृष्ठ
ماذا نحتاج؟
الصهيونية
تعريف الصهيونية
العودة والاعتقاد
العودة والتاريخ
تولد الصهيونية الحديثة
نمو الحركة
انتشار الصهيونية
ترس وعلم داود
الفرق والأحزاب الصهيونية
अज्ञात पृष्ठ
ماذا تعلم؟
ماذا نحتاج؟
الصهيونية
الصهيونية
ملخص تاريخها، غايتها وامتدادها حتى سنة 1905م
تأليف
نجيب نصار
الصهيونية
تاريخها - غرضها - أهميتها «ملخصا عن الأنسيكلوبيديا اليهودية»
دلتنا الأبحاث التي دارت في مجلس الأمة حول المسألة الصهيونية أن حقيقتها ما زالت مجهولة، وأن الذين يديرون دفة السياسة في الآستانة ليس لهم وقوف تام على أهمية حركة الصهيونيين رغم كل ما كتبناه نحن وغيرنا عنها؛ فبينا نحن نتوقع من مجلس الأمة أن يعين لجنة خصوصية يكل إليها درس تاريخ الصهيونيين، والبحث عن غرضهم، وسبر غور أهمية حركتهم وعلاقتها بحياة الدولة والأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإذا بالصدر الأعظم، حقي باشا، يقول على منبر الأمة: ليست الصهيونية سوى رواية، وما القائمون بها إلا أفراد متهوسون.
अज्ञात पृष्ठ
فراعنا هذا الاقتناع، وعلمنا من التهم التي وجهتها طنين إلى الذين يطرقون هذا الموضوع أن الضعف غالب على مبادينا، وأن العثماني لا يسلم بإخلاص العثماني إلا إذا انقاد إليه انقيادا أعمى، وأن كل ما نقوله من عندياتنا وما نستنتجه من مجريات الحوادث، ومرويات التاريخ، وأقوال الكتبة الصهيونيين يحمل على غير محمله، فعمدنا إلى مصادر يهودية شتى أخصها الأنسيكلوبيديا اليهودية، وفيها من الحقائق ما لا يترك مجالا للاشتباه في حقيقة الصهيونية وأهميتها، ويقنع الصدر الأعظم بأنها أكثر من رواية يجب الحذر منها والتحوط لها، فيعلم صاحب طنين حينئذ أننا على هدى، ويضم صوته إلى أصوات الذين ينذرون بخطر الصهيونية على الوطن العثماني.
وليعلم قراؤنا جميعهم ما هي الأنسيكلوبيديات نقول: هي مجموعة تواريخ وآداب وعادات ومذاهب الشعوب. تكل الأمم الحية تأليفها إلى نخبة من كبار علمائها، وإليها يرجع الباحثون والمدققون في أبحاثهم؛ لأنها تتحرى الحقائق وتدقق فيها كثيرا.
والأنسيكلوبيديا اليهودية ألفها ستمائة من نخبة علماء اليهود تحت نظارة إدارات التأليف المشهورة في أميركا.
تعريف الصهيونية
جاء في المجلد الثاني عشر من الأنسيكلوبيديا اليهودية، في الصفحة 666، تحت عنوان زيونزم
Zionism
أو الصهيونية، أنها حركة ترمي إلى عزل الشعب اليهودي على قواعد ملية إلى وطن خاص بهم، ونشير على الأخص إلى شكل الحركة الجديدة التي تتطلب وطنا لليهود في فلسطين، معترفا به اعترافا عموميا، ومؤمنا تأمينا شرعيا بحسب القاعدة التي أسسها ثيودور هرتسل سنة 1896، ومنذ ذلك العهد تسلطت تلك الحركة على التاريخ اليهودي أو أشغلته
Since then dominating the jewish history .
الكرمل: «الحركة التي تتسلط على تاريخ أمة أو تشغله لا يمكن اعتبارها وهمية، ولا يصح وصف القائمين بها بالمتهوسين».
العودة والاعتقاد
अज्ञात पृष्ठ
الأنسيكلوبيديا:
أساس فكرة عودة اليهود إلى فلسطين ترتكز على عدة أقوال وردت في الكتاب المقدس: أرميا 30 : 7-22، وحزقيال 39 : 25-29، ومراثي أرميا 2 : 14، ويوئيل 3، وهذه تدل على أن التشتيت كان زمنيا، ولكن تأتي أيام يرد الله سبي شعبه إسرائيل فيقيمون مدنهم الخربة ويسكنون فيها، ويغرسون كروما، ويشربون خمورها، «وأغرسهم في أرضهم، ولن يقلعوا بعد من أرضهم التي أعطيتهم.» عاموس 9 : 14.
وفي أشعيا 11-16 يقول: إن يهوذا وإفرايم ينقضان على أكتاف الفلسطينيين غربا، وينهبون بني المشرق معا، ويكون على أدوم ومواب «شرقي الأردن» امتدادهما، وفي زكريا 10 : 9-10 يقول: إنه يزرعهم في الأراضي البعيدة، ثم يرجعهم من أرض مصر، ويجمعهم من أشور، ويأتي بهم إلى أرض جلعاد ولبنان فلا يوجد لهم مكان.
الكرمل:
يستدل اليهود من هذا القول على أن عددهم يكون كثيرا حتى لا تعود تسعهم فلسطين، فيمتدون إلى لبنان وإلى ما وراء الأردن؛ ولذلك تراهم يضيفون كلمة سوريا إلى فلسطين، وفي بعض الأحيان تركيا آسيا والشرق كما سترى.
الأنسيكلوبيديا:
وبحسب أشعيا 2 : 1-4، وميخا 4 : 1-4، ومزامير 14 : 7، فإن الخلاص يأتي من صهيون، والقدس تكون المركز الذي تصدر منه الشريعة.
الكرمل:
نكتفي بهذه الشواهد من الأنسيكلوبيديا والأنبياء؛ لأننا لو قصدنا جمع كل الأقوال التي يتخذها اليهود دليلا على عودتهم إلى سوريا وفلسطين لاستغرقت مجلدا ضخما.
الأنسيكلوبيديا:
अज्ञात पृष्ठ
صفحة 668، الاعتقاد بكون المسيا (المسيح) يجمع الجموع المتفرقة يشار إليه في التلمود والكتابات المدراجية، وبين فلاسفة اليهود من يعتقد بأن المسيا بن يوسف يجمع بني إسرائيل حوله ويزحف على القدس، ويتغلب على قوة الأعداء، ويعيد العبادة إلى الهيكل (الحرم الشريف) ويقيم ملكه، على أنه يوجد بعض اللاهوتيين يعارضون هذه الفكرة، ولا يعتقدون بإعادة ملك داود، ولا بإعادة بناء الهيكل، ولا باسترداد فلسطين. هؤلاء تقول الأنسيكلوبيديا: إما أنهم يجهلون تعاليم التوراة والمواعيد الإلهية المعلنة بواسطة رجال الله، أو أنهم يسيئون تفسيرها.
العودة والتاريخ
قالت الأنسيكلوبيديا، مجلد 12، صفحة 667: الرجاء بعود الحياة الملية وبالرجوع إلى فلسطين، كان حيا في الشعب اليهودي منذ الأزمان القديمة؛ فمن بعد السبي الأول بقي اليهود في بابل يتشوفون إلى إعادة مملكتهم القديمة. كلما كثر تفرقهم من بلاد إلى أخرى، وكيفما اتسعت دائرة انتشارهم، بقي هذا الرجاء يتقد في صدورهم، وحاولوا من وقت إلى آخر أن يخرجوه إلى الفعل. خراب الهيكل على يد وسباسيانس وابنه طيطس في سنة 70 مسيحية كان أكبر عامل على تشتيت اليهود في أطراف الأرض الأربعة، ولكن لم يمض وقت طويل حتى عادت آمال الاسترداد فانتعشت من جديد، وأنتجت الثورات بقيادة عقيبا وباركوخبا سنة 118، وعجنت تراب فلسطين بدماء اليهود الذين حاولوا عبثا استرداد حريتهم الملية من أيدي الرومانيين الثقيلة.
ورغم هذه الصدمات دامت فكرة الاسترداد وصارت عقيدة، وتجلت في آداب اليهود الشعرية والنثرية في كل الأدوار من سقوط هيكل سليمان إلى اليوم، وفي منظومات ابن غابيرول وسليمان هالاوي ويهودا هالاوي وإبراهيم بن عزرا وغيرهم ما يدل على مقدار حنين اليهود إلى فلسطين، وأسفهم على زوال أمجادهم وآمالهم باستردادها. وفي الكتابات التلمودية أيضا ما يشير إلى عودته نظام الأشياء القديم إلى سابق حاله، وإلى استرداد الشرائع والعادات نفوذها في أحد الأزمان، وقد تكهن العلماء مرارا في تحديد ذلك الزمن.
غير أن الأحوال الخارجية التي عاش فيها اليهود قرونا صعبت عليهم الافتكار بإخراج ما طالما تمنوه وصلوا من أجله إلى الفعل، وكذلك حالت الاقتناعات الإضافية المولدة عن الاعتقادات الدينية التي غلفت فكرة الاسترداد دون التشبتث بأسباب فعالة، اعتقدوا أن الآلهة تقودهم؛ فبقيت لذلك الأيدي البشرية مرخية.
قام من حين إلى آخر رجال مثل شبناي زيبي في القرن السابع عشر، الذي مثل المسيا، وتظاهر بالدعوة ليعيد اليهود إلى أرض الميعاد. استعداد جماعات كثيرة من اليهود ليتبعوه لولا ظهور فساد دعوته دل على حرارة إيمانهم، ومتانة اعتقادهم بالاسترداد.
ثم تطرقت الأنسيكلوبيديا إلى ذكر محاولة الاستعمار في فلسطين وأميركا ومحلات أخرى في القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر، إلى أن قالت - في الصفحة 668 من المجلد الثاني عشر: كان لا بد من فشل هذه المشاريع الابتدائية؛ لأن الشعب اليهودي لم يكن قد تهذب بعد إلى حد معرفة حقيقة مركزه في العالم الحديث، ولم تكن عواصف الشعور التي مرت بأوروبا قد نبهته كفاية.
تولد الصهيونية الحديثة
العاملان اللذان أثرا في إظهار أول درجة من درجات الصهيونية الحديثة هما: قيام شعور ملي قوي، وظهور الأنتيسمتزم؛ أي مضادة اليهود. وبعد مقدمات فلسفية، قالت الأنسيكلوبيديا: فكرة الحرية الشخصية جرت في أثرها الرغبة في الحرية العنصرية، وعمل سويسرا وهونغاريا ومقاطعات البلقان المختلفة، ومحاولة أيرلندا تحرير ذاتها من السلطة الإنكليزية، واتحاد إيطاليا وجرمانيا على عنصرية كان لا بد من تأثيرها على اليهود، كان منهم - اليهود - كثيرون في مقدمات صفوف المحاربين من أجل العنصرية، ولم يخطر لهم حينئذ أن ذلك سيولد فيهم اشتياقا للاتحاد العنصري والحياة المشتركة.
تحت هذه التأثيرات، تولد في أوروبا الشرقية بين اليهود، لا سيما بين الناشئة الجديدة، شعور حياة ملية يهودية، حمل في جريانه عددا من أذكياء يهود اليوم والمتقدمين فيهم. منذ سنة 1830، اعتقد المؤرخ اليهودي سلفادور أن مؤتمرا أوروبيا يمكنه أن يعيد فلسطين لليهود، وبمثل ذلك اعتقد مؤسسو الإليانس الإسرائيلي «الاتحاد الإسرائيلي» لما ابتدءوا بالاستعمار في فلسطين تحت إدارة إلبرت كون، وشارنس نتر. وشيدت مدرسة «مكوي إسرائيل» الزراعية بقرب يافا.
अज्ञात पृष्ठ
في سنة 1852، هولنكسورث
Hollingsworth
الإنكليزي حض على إقامة حكومة يهودية من أجل حماية طريق الهند البرية، وسنة 1864 ظهر في جنيڤ كراس بالإفرنسية عنوانه: «واجبات الأمم في أن يعيدوا للشعب اليهودي قوميته»، وسنة 1868 كتب فرنكل كراسا في ستراسبورغ عنوانه: «إعادة القومية اليهودية»
Retablissement de la Nationalité Juive .
كتب هذا الكاتب كتابه متأثرا بالحركة الملية اليهودية في أيامه من الجهة الواحدة، ومن الجهة الأخرى بحالة اليهود غير الأمينة في أوروبا الشرقية، فجاهر بجسارة بوجوب إعادة تشييد حكومة يهودية في فلسطين بمشترى البلاد من تركيا.
وزاد بقوله: إذا لم يكن مشترى فلسطين ممكنا؛ فلنطلب وطنا معينا في جهة أخرى من الكرة الأرضية؛ لأن الغاية الوحيدة أن يكون لليهود وطن، وأن يكونوا فيه أحرارا من الأمم الأخرى - وقد وافقت فكرته هذه فكرة حزب التريتورياليين
territorialists ، أحد أحزاب الصهيونيين اليوم الصغيرة، الذي لا يحصر مطالبه في فلسطين كما سيجيء).
وقد أجريت عدة تدابير من هذا النوع لهذه الغاية.
وبين سنة 1835 و1840، كان موريتس ستين شنيدر
Moritz Steinschneider
अज्ञात पृष्ठ
بين القائمين بتأليف جمعية من طلبة المكاتب لنشر فكرة إنشاء حكومة يهودية في فلسطين، وبعد ذلك بسنة نشر كاتب مغفل الإمضاء في «الأورينت»
Orient ، نومرو 24، صفحة 200، مقالة يدعو فيها إخوانه ليسعوا باستحصال سوريا لليهود على شرط بقائها تحت سلطة الحكومة العثمانية.
وسنة 1847، نشر برثلمي قصيدة في جريدة السياكل
Le siècle
يحض فيها الروتشلديين على إعادة مملكة يهوذا إلى سابق مجدها.
وكتب لوزتو
Luzzatto
في 1844 إلى ألبرت كون يقول: «يجب أن يستعمر اليهود فلسطين لتعود إليها حياتها الزراعية والتجارية.»
وقد زادت أسفار السير موسى مونتفيوري وألبرت كراميو في فلسطين رغبة قوم موسى في وطنهم القديم، وصيرت شأن المسألة عظيما عند العموم.
وقد جد هنري دونانت، مؤسس مجمع جنيڤا، جدا متواصلا من أجل هذه الغاية، وحاول أن يحمل «الاتحاد الإسرائيلي العمومي» سنة 1863 على الاهتمام بهذه المشاريع، وسنة 1866 جرب ذلك مع الجمعية الإنكليزية اليهودية في لندرا
अज्ञात पृष्ठ
Anglo-Jewish Association
واليهود في برلين، فتألفت جمعيتان لتلك الغاية: الجمعية الفلسطينية العمومية
International Palestine Society ، وجمعية الاستعمار السوري الفلسطيني
Syrian & Palestine Colonization Society .
ولكن مساعيه لم تلق نتيجة كبرى، كما أن طلب السير منتفيوري من محمد علي باشا المصري إسكان اليهود في فلسطين لم يصادف قبولا.
ونظم بنداتو موزولينو مشروعا لإقامة حكومة يهودية في فلسطين بين فيه ما ينجم عن ذلك من الفوائد لليهود والإنكليز والعثمانيين، ولكنه لم يفلح في إقناع اللورد بالمرستون وعائلة روتشلد بمشروعه.
واجتهد الرحالة السياسي الإنكليزي الشهير، لورنس أولفانت، بالحصول على امتياز خط حديدي في وادي الفرات لإسكان مهاجري اليهود الروس على جانبيه، وتصور إيجاد مهجر لليهود في فلسطين في أرض جلعاد بنواحي «السلط»، وتأليف جمعية رأسمالها 10 ملايين روبل لمشترى مليون أو مليون ونصف فدان مصري؛ لإسكان يهود بولندا ورومانيا وآسيا تركيا، فلم يمنحه السلطان إذنا ولا بواحد من الطلبين.
داود دوب غوردون (1826-66)، وزيبي هرش غاليشر (1795-1874)، واليشع غوتماخر، وموسى هس، والتاريخي هنريخ غراتس، كانوا من دعاة اليهود الأقدمين للرجوع لاستيطان فلسطين، فكتب غوردون سنة 1871 في جريدته هاماغد سلسلة في استعمار فلسطين، جاعلا إياه أساسا لتجديد اليهودية، وكتب هس كتابه روم وأورشليم
Rom & Jerusalem ، الكتاب الذي بقي للآن من دعائم الآداب الصهيونية، وطلب معونة فرنسا لإنشاء هذه المستعمرات.
أما غاليشر فيمكن القول إنه كان أول صهيوني بالفعل، وقد حام في كتابه دريشات زيون
अज्ञात पृष्ठ
Derishat Ziyyon
حول استعمار فلسطين وزراعة الأراضي، وأنشأ مدرسة زراعية، وحامية إسرائيلية عسكرية، واعتقد أن الخلاص المنوه عنه في الأنبياء يأتي متتابعا، وبقيام اليهود لمساعدة أنفسهم، وسافر مرارا بقصد ترويج هذه الفكرة، وكان المسبب في تأليف أول جمعية استعمارية في فرانكفورت سنة 1861، وكان له شيء من التأثير على عمل شارلس نتر في فلسطين. وقد اشترك كثيرون من الحاخامات المتمسكين بالدين، كالرابي هلد سهايمر في حركته، والرابي غولد شميت من ليبسيج، كتب في جريدة يهودية قائلا: إن الاستعمار في فلسطين لمن الأمور المتناهية في التقديس.
وبعد ظهور كتاب هس بسنتين كتب غراتز في كتابه الياربوخ فير إسرائيلتن «كتاب الإسرائيليين السنوي» مقالة في «تجديد شباب العنصر اليهودي»
Die Veryungung des yudischen Stammes ، واجتهد أن يبين بأدلة من التاريخ أن الأمة العبرية مسيح نفسها، ومن واجباتها تجديد صبوتها، وافتداء نفسها بنفسها، ومن العبث انتظارها مجيء شخص واحد يفتديها؛ فكان لهذه المقالة صدى قويا حتى في المجالس الدينية.
الكرمل: يرى القارئ من كل ما تقدم ومما يجيء، أن الحركة الصهيونية تأسست ونمت على أسس عنصرية، ولغاية سياسية قومية. وما الأقوال بكون أكابر اليهود يسعون بإيجاد ملجأ مؤمن بعدالة الدولة الدستورية العثمانية لإخوانهم المضطهدين إلا من قبيل التمويه والتضليل الذي لا يجب أن يلتفت إليه. إن اليهود يستطيعون أن يلاقوا ملاجئ في غير بلادنا، وتحت حكومات أخرى أعرق منا بالدستورية لو لم تكن غايتهم سياسية كما سترى.
ومن العجيب كيف يطالبنا قوم موسى بالمساواة بينما هم يعملون على تخصيص أنفسهم عنا بامتصاص ثروتنا، ومحاولة طردنا عن وطننا ليستأثروا به، أيريد القائمون بالحركة الصهيونية أن يعيدوا تمثيل ذلك الدور من التاريخ القديم الذي مثله أجدادهم يوم خرجوا من مصر، فيستولون على البلاد ويهلكون الحرث والنسل؟! أقوال المحامين عن الصهيونيين تناقض أفعال هؤلاء كل المناقضة. عجبا؛ كيف أن بعض حملة الأقلام منهم في سوريا ومصر لا يخجلون من إنكار هذه المقاصد والمساعي المثبتة في أصدق كتبهم؟
نمو الحركة
قالت الأنسيكلوبيديا حوالي سنة السبعين للقرن التاسع عشر: بدأت مكانة العنصرية تزداد في اليهود، والفضل في ذلك لانتعاش الشعور العنصري في أوروبا عقيب نوال البلغاريين والصربيين وأهالي رومانيا حريتهم التامة.
پنسكر لم يعتقد بإمكانية صيرورة فلسطين وطنا لليهود، غير أن الشعور اليهودي اقتاد الآخرين بسرعة في تلك الوجهة.
بن يهودا كتب مقالات متتابعة في «الهاشاهار» يقترح على استعمار الأراضي المقدسة، وتوطين اليهود تدريجيا فيها، حاسبا ذلك الواسطة الوحيدة لخلاص اليهودية واليهود، وكتب إسحاق رولف كتابه المشهور «اروهات بات أمي» بذات المغزى. وقد أثرت هذه الفكرة على الكتبة المسيحيين فكتبوا فيها كثيرا، وأحدث موسى لوب ليلينبلوم وسمولنسكن تأثيرا كبيرا في إحياء النهضة الملية اليهودية في روسيا، وقد قال اللورد دزرئيلي: «إن العنصرية مفتاح التاريخ.»
अज्ञात पृष्ठ
وكتب كتبة كثيرون في الحركة اليهودية في ذلك الزمن، منهم جورج إليوت، ودانيال دروندا، ودافيد كوفمن، الذي قال: من يجسر أن يقول بما لا يمكن أن ينجم عن طوفان الشعور في قلوب اليهود؟ ومن يستطيع الجزم بأن جسم الشعور اللطيف هذا الذي لا يعرف له حد، وهذه القوى الغامضة التي تنمو على مرور الأجيال ولا تنقص تعبر بدون أن تخلف أثرا.
وزاد على ذلك يوسف يعقوب بقوله - في الصفحة 80 من «الجويش إيديالس»: «نظريات مردخاي في استرجاع الشعب المقدس للأراضي المقدسة تدل على المركز المنطقي لليهودي الذي لا يشاء أن يقضي تعاقب القرون بانقراض عنصره.» ناهيك عما كتبه غوسطاف كوهين وأما لازاروس من المقالات التي تناقلتها الصحف اليهودية في سبيل تحرير الأمة اليهودية في وطن يهودي في فلسطين.
وقد أدى هذا الهياج إلى تشكيل عدة جمعيات استعمارية - ليس فقط في روسيا - تحت رياسة رابنوڤيتش وپنسكر وشبيرا وليلينبلوم ومكس مندلستام وويسوتسكي، بل في فرنسا وألمانيا وإنكلترا وأميركا أيضا: كجمعية السنترال في غالاتس، وجمعية عزرا في برلين، والشوڤوفي زيون في لندرا، والشوى زيون في أميركا، والياشوب أرض إسرائيل في باريس. وتأسست أول مستعمرة إسرائيلية في فلسطين سنة 1874، غير أن الشروع بالعمل بصورة جدية لم يبدأ قبل سنة 1879.
حضر المؤتمر الذي عقدته جمعية الشوڤوفي زيون والجمعيات الأخرى بتاريخ 6 نوفمبر سنة 1884 لأجل تنظيم شئون مساعدة المستعمرين ممثلو خمسين جماعة، وعقد مؤتمر آخر في درسغنيك
Drusgenik
في 15 يوني سنة 1887، وآخر في ولنا
Wilna
سنة 1889، حضره 38 عضوا عن 35 جمعية.
وقد بلغت حركة الاستعمار أشدها في سنة 1894، ولكن الحكومة العثمانية صدمتها حينئذ صدمة قوية؛ إذ صعبت على اليهود الدخول إلى فلسطين (انظر المجلد الرابع من الأنسيكلوبيديا اليهودية، صفحة 47).
ولم يكن البارون هرش مخالفا للمبدأ في استعمار فلسطين، بل بالعكس وعد أن يساعد في المخابرة مع الآستانة.
अज्ञात पृष्ठ
الأنتيسيمتزم أو مضادة اليهود
وجاء في المجلد الثاني عشر من الأنسيكلوبيديا اليهودية، صفحة 670، أن ظهور الأنتيسيمتزم وانتشارها أثر أيضا على إنماء حركة الصهيونيين الحديثة.
فإن اليهود ظنوا أنهم بإحرازهم الحرية السياسية، وبانكسار الأبواب القديمة، وبموآنستهم الأمم يقضون على روح كراهة اليهود القديم.
ولكن الأمر جاء بخلاف ما كانوا يؤملون؛ فإن الحرية السياسية لم تخولهم المساواة الاجتماعية، والشعور القومي انقلب شديدا عليهم.
وفي الزمن الذي انتعش فيه شعورهم العنصري بعدما كان نائما، وحينما بدأ عمل الاستعمار في فلسطين يولد حماسا في قلوب جماعات اليهود اشتدت كراهة الأمم لهم، ومنذ سنة 1881، أخذت هذه الروح «الأنتيسيمتزم» تتقوى في أوروبا، وقد استخف بها بادئ بدء في أوروبا الشرقية؛ لأنهم زعموا أنها تضمحل أمام رقي الآداب والتعليم في تلك البلاد ، ولكن هذا الرجاء انتهى باليأس.
وكان لا بد من أن اشتراك بلدان ألمانيا وفرنسا والنمسا بهذا الروح، وعمل حكوماتها مع الأهالي بالاتفاق أن يحدث رد فعل في اليهود.
كثيرون منهم بقوا رغم انتشار «الأنتيسيمتزم» يعتبرونها عارضا ولا بد من زواله، غير أن بعضهم في أميركا وأوروبا الغربية اعتقدوا بوجود أسباب لها أعمق من أن تكون سطحية، وافتكروا أن يجدوا هذه الأسباب فيما يشعر به أقوام كثيرون من عدم إمكان مساواة اليهود بهم، وتخويلهم مقدار حرية الفرد والمجموع التي اعتقد اليهود بضرورتها لهم لحفظ صفاتهم الفردية.
وزد على ذلك أنهم شاهدوا أن نتيجة تجارب إخوانهم في إجابة مطالب الغير أسفرت عن ارتداد عائلات عديدة رئيسية في عصر المندلسونيين إلى النصرانية، وخافوا أن تؤدي إلى حل الروابط التي تربط اليهود معا، وتنتهي إذا استمرت بابتلاعهم، ومحو اليهودية من بين المذاهب.
الجماعات اليهودية الكبرى كانت تدرأ عنها صدمات الأنتيسيمتزم المتوالية بمقاومات سلمية، مما جعل عقلاء المسيحيين في جمعيات النمسا وألمانيا أن يعارضوا المضادة اليهودية، غير أن الفئة الصغرى المار ذكرها رأت بأن تقابل الأنتيسيمتزم بالرجوع إلى ما اعتبروه أساسا للحياة اليهودية - فكرة استمرار بقاء اليهود كشعب - فاتحاد هذا السير مع تنبيه الشعور الجنسي اليهودي واستعمار فلسطين الخيري ولد الحركة الصهيونية الجديدة.
الكرمل: نقرأ بين سطور هذا التعليل الذي جاءت به الأنسيكلوبيديا أن لليهود بعدما نالوا حريتهم السياسية في البلدان الأوروبية التي مر ذكرها؛ جعلوا الشعوب الأوروبية العريقة بالمدنية، والراغبة في منح الحرية والمساواة لكل من يخضع لقوانينها، ويحترم حقوق الوطنية فيها، لا سيما الفرنساويين منها، تنفر من نعرتهم، وأميالهم الجنسية، ومباديهم القومية، وتجاهر بمضادتهم، فأدرك اليهود أن هذه الشعوب صارت حية، وتميز بين النافع والضار، وما عادت تغتر بالأقوال الموهومة، ولا تترك مصالحها غنيمة لغيرها، فحولوا أنظارهم نحونا، وعلقوا آمالهم علينا، وعلموا أن للقبعة شأنا عظيما عندنا، وأننا نرغب بمداواة الحاضر بالحاضر، وأننا نعلق آمالا كبيرة على المواعيد، فوضعوا على رءوس ألسنتهم حلاوة، فبشر السطحيون منا أنفسهم بالانتفاع بأموالهم، وبتعمير البلاد بهم.
अज्ञात पृष्ठ
وقد غرب عن ذهن هؤلاء أن أوروبا سبقتنا في درس فن الاقتصاد مراحل، وهي تنازع بعضها على مرافقه، وتبني الأساطيل، وتحشد الجيوش، وتقيم الدنيا وتقعدها من أجله. فلو رأت حكوماتها أو شعوبها لنفسها خيرا من بقاء اليهود في بلدانها لما تركتهم يحولون أنظارهم شطر بلادنا وهي تنازعنا المنافع فيها. وأي دليل أعظم من استيلاء اليهود على نصف ثروة العالم على قلة عددهم وتفرقهم في الأرض؟! وأي برهان أسطع مما يشاهد عيانا في كل زمان ومكان من أن اليهودي لا يشتري شيئا يلقاه عند أخيه من غيره؟
نحن لا نلوم اليهود على هذا التضامن ولا نحسدهم عليه، ولكننا نلوم من يحط من قدر نفسه وشعبه منا باعتقاده أن لا صلاح فينا لتحسين أحوالنا، فيرجي إصلاحنا ممن يروم الاستفادة من غرورنا، والاستئثار بوطننا، وبموارد رزقنا، قبلما تنفتح عيوننا، فنميز بين النور والظلمة، وقبلما يتنبه شعورنا فندرك معنى الوطنية ومنافع التضامن.
عجبا، كيف يصلح حال العثماني في أميركا وأوروبا؟ وكيف يحسن العمل والكسب والتعلم هناك؟ وكيف يحسن حاله في مصر؟ وكيف كان حاله حسنا في العصور الخوالي؟ ليس في ذلك ما يدعو إلى العجب؛ فإن عمد الحكومة إلى بسط الأمن، والعمل بقواعد المساواة ونشر التعليم يكفي لإبلاغ العثمانيين إلى مصاف الشعوب الراقية، ذلك خير من الإقرار بالعجز، والقعود عن العمل، والالتجاء إلى من برهن التاريخ بأنهم لا ينفعون سوى أنفسهم لينفعونا.
لنا جولة في الأنتيسيمتزم بعد الفراغ من تاريخ الصهيونية.
الدكتور ثيودور هرتسل
الكرمل: رأينا أن نفرد لمطالعاتنا فصلا خصوصيا بعد الفراغ من تعريب أهم تقارير الأنسكلوبيديا.
قالت في الصفحة 671 من المجلد الثاني عشر تحت هذا العنوان: كان هرتسل في وطنه النمسا يرقب فوران الأنتيسيمتزم، وسنة 1895 كتب كتابه اليودنستات
Yudenstaat «الوطن اليهودي» في باريس؛ حيث كان مقيما في ذلك الزمن.
وقال: إنه إنما قصد من تأليف الكتاب بيان آرائه بصورة خصوصية لنفسه فيه، وإنه لم ينو إيقاف سوى عدد قليل من أصدقائه عليه، وقد قال أحدهم بعدما طالع الكتاب: إن عقل مؤلفه غير سليم. أما هرتسل فلم يكن يرمي إلى إحداث حركة فعلية، ولا الدخول في مناقشة على المبادئ الموضوعة في الكتاب الذي لم يلبث أن طبع في فيينا في ربيع سنة 1896، وما كاد يظهر للوجود حتى ترجم للغات الإفرنسية والإنكليزية والعبرية، وأعيد طبعه خمس مرات بالألمانية قبل سنة 1905. أما ما تضمنه الكتاب من الآراء والاقتراحات لتحقيق الأمنية، فيمكن إجماله كما يجيء.
ابتداء هرتسل بقوله: إن الأنتيسيمتزم خطر يهدد ليس اليهود فقط بل العالم بأسره، وهي في نمو مستمر ولا يمكن اجتنابها؛ لأن اليهود شعب يتعذر امتزاجه مع من حواليه في الحياة الاجتماعية، وخصوصا أن الامتزاج الحقيقي ممكن فقط بالزواج المتبادل. واستنتج من ذلك ضرورة تملكهم متسعا من الكرة الأرضية يكفي لأن يجتمعوا فيه ويقيموا لهم وطنا خاصا بهم.
अज्ञात पृष्ठ
ولتحقيق هذه الغاية اقترح على تشكيل جمعية تقوم بالأعمال الأولية العلمية والسياسية، وشركة يهودية كالشركات الإنكليزية والفرنساوية الصناعية العظمى، رأسمالها خمسين مليون ليرا إنكليزية، يكون مركزها العمومي في لندرا.
وتقوم هذه الشركة بالأعمال التي تهيئها جمعية اليهود، وتنظم شئون الطائفة الجديدة، واقترح هرتسل إما على امتلاك فلسطين أو الأرجنتين؛ لأجل إدخال اليهود بطريقة منظمة لا تدريجية إليها، وإذا وقع الاختيار على فلسطين؛ فمن الواجب جعل محلات العبادة المختصة بالطوائف الأخرى ملكا خصوصيا أو ممتازا.
وعلقت الأنسكلوبيديا على ذلك بقولها: يتضح أن هذا البيان لم يستكمل الشروط ليفوز بالموافقة الدينية التي هي علة آمال اليهود المتدينين في الاسترداد، ولكن بعدما احتك هرتسل بقومه وزاد اختلاطه بهم على تمادي الأيام، بدأ يقدر أهمية الموافقة الدينية؛ لأن قسما كبيرا من اليهود والشعور الملي العمومي كان مرتبطا بفلسطين ارتباطا غير قابل الانفصال.
ومع ذلك فقد ظلت فكرة فصل الكنيسة عن السياسة من مبادئ هرتسل الأساسية.
ثم قالت: إن الموافقة بين الحكومة العثمانية واليهود على ما جاء في كتاب هرتسل يجب أن تترتب بصورة امتياز يمنح لليهود على قواعد سياسية وتجارية محضة.
ثم جاءت على ذكر زيارة هرتسل بلاد الإنكليز، وعدم إقبال اليهود حينئذ على دعوته فيها. أما في أوروبا فقد قام لنصرته رجال أعلام: كالدكتور مكس نوردو ، وأليكساندر مارمورك، والدكتور بودنهايمر، والبروفسور مندلستام، وعدد من رجال العلم والأدب.
وقالت أيضا: إن الظروف تغلبت على رغبة هرتسل في عدم تعديه مسلكه الأدبي الصحافي الروائي؛ لأنه ضرب على صميم المسألة اليهودية كما رأى ذلك إخوانه، وأصاب قلب الشعب الإسرائيلي. وكانت عاصفة الحماس تدفعه بالتدريج إلى الأمام، وتعليه على مسرح الظهور.
وأول من اعتقد بإمكانية تنفيذ مشروعه «الوطن اليهودي» جمعية زيون في النمسا
Zion Society ؛ فقد وقع بضعة آلاف على خطاب أذاعه الدكتوران شنيرر وكوكش، يتضمن الدعوة لتأليف «الجمعية اليهودية» التي ستؤسس في لندرا في يولي سنة 1896، وكتب الدكتوران كتابا بالنيابة عن جمعيتهما إلى هرتسل يعلنان اعتناق الجمعية مبادئه.
وجاء في الأنسكلوبيديا بريطانيكا تحت عنوان «السيونزم» - على ما روى لوسيان ولف - أن سلطان تركيا إذ سمع بمنشورات هرتسل أرسل رسولا خاصا، الشڤالير نيولنسكي، في أيار سنة 1896، يعرض منح امتياز فلسطين لليهود بشرط أن يستعملوا نفوذهم لإيقاف الحركة الناشئة عن المذابح الأرمنية، فلم يقبل ذلك.
अज्ञात पृष्ठ
هرتسل والرأي العام
قالت الأنسكلوبيديا: يصح أن يقال: إن الشعب اليهودي في البدء لم يلب دعوة الدكتور هرتسل وأتباعه بقدر ما أملوا، وكتبت تقريرا مسهبا في الأنصار والمقاومين يمكن إجماله على الصورة الآتية: إن الذين استهوت قلوبهم فكرة تأليف الجنسية اليهودية اعتبروا بالطبع هرتسل زعيما لهم، والجماعات الكبرى التي كانت تئن تحت نير الاضطهاد في أوروبا الشرقية نظروا إليه كمخلص، حتى الذين هربوا منهم من الاضطهاد إلى أميركا وأوروبا الغربية لم يبطئوا عن اللحاق بإخوانهم المتخلفين، وما عدا هؤلاء فقد هب لمناصرة هرتسل عدد غير كبير من طلبة الأدب وممن شعروا بمرارة الأنتيسيمتزم.
أما المقاومون فقد كانوا في أول الأمر كثيرين، وفي أنحاء متعددة، وكلهم من أنصار الدين الذين لما رأوا بعضا من زعماء دعوة هرتسل لا يهتمون للدين وللطقوس، اعتبروا الحركة كلها بعيدة عن اليهودية الوضعية، وأنها محاولة معاندة يد العناية، فتصدى لها رؤساء الحاخامات في روسيا وألمانيا والنمسا وإنكلترا، وبين الذين اشتهروا بالمقاومة لوسيان ولف، الكاتب الشهير، الذي حسب أن السيونزم حماقة، وغايكر الذي قال: إنها تؤدي إلى حرمان حقوق المدنية في ألمانيا.
أما العالم المسيحي فقد أظهر انعطافا على الصهيونية موجبا للاعتبار، فبينا كانت الجرائد الكبرى التي لليهود علاقة فيها ملازمة الحياد، كانت جرائد العالم المسيحي اليومية الكبرى فاتحة أعمدتها لأخبار الحركة، وعدا ذلك فقد خدم الصهيونية كثيرون من أعلام المسيحيين: كالبروفسور فورر في كلية زوريخ، الذي كان يحض طلبة اليهود دائما على استعمار فلسطين، وجون هاي، سكرتير الولايات المتحدة، الذي أعلن سنة 1904 في حديث له عن الصهيونية أنها والوطنية الأميركية فرسا رهان، وديوك بادن الذي صرح في 4 أوغسطس سنة 1899 للدكتور برلينر بهذه الكلمات: «الحركة ذات أهمية، وتحتاج لمساعدة قوية.» والبروفسور ف. هيمان، من باسل، يعتبر الصهيونية قوة مصالحة تقرب اليهود والنصارى من بعضهم كثيرا، وليون بورجوا، رئيس وزارة رومانيا، كان في عداد الذين أعربوا عن ارتياحهم للصهيونية، وقد عددت الأنسيكلوبيديا أسماء كثيرين غيرهم من مشاهير الرجال.
ثم استطردت إلى القول بأن كل المقاومات المنوه عنها ما عدا الفئة التي خطيبها لوسيان ولف لم تتناقض كثيرا، على رغم تكاثر دافعي الشاقل سنة فسنة، وبقي كثيرون من المتدينين يرون في الصهيونية أو في زعمائها خطرا على العوائد الثابتة والطقوس القديمة المحترمة، رغم القرار الذي قرره مؤتمر باسل الثاني بأن الصهيونية لا تقوم بعمل من شأنه مقاومة العوائد والطقوس.
الحاخامات في غرودتو سنة 1903، وعدد من حاخامات هونغاريا 1904 أعلنوا أنهم يضادون الحركة الصهيونية، بينما الحسيد زيون - فئة متصوفة في المذهب اليهودي - في لودز، ورجال ذوو شهرة كصموئيل موهيليور، والرابي دنر، رئيس حاخامات هولاندا، والحاخام غاستر في إنكلترا - الذي حرم المناداة بالصهيونية في بلاد الإنكليز سابقا - وبربرا مندس، في نيويورك، انخرطوا في صفوف الصهيونيين.
التعليم الحديث
1
قامت مسألة التعليم الحديث أو التهذيب
Kultur
अज्ञात पृष्ठ
كحجر عثرة في سبيل الصهيونية؛ لأن هذه المسألة لم ترق في نظر كثيرين من الحاخامات، واعتبروها مروقا عن الآداب اللاهوتية، وقد أحدث ربطها بالصهيونية تأثيرا سيئا على النفوس، وجعلوا اليهودي في أوروبا الشرقية يعتقد أن فيها مميزات ومخالفات للدين، رغم كل التدابير التي اتخذت لمحو هذه الشكوك.
وجرت عليها مناقشات في المؤتمرات الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، غير أن المحاماة عن التعليم العقلي والطبيعي على أصول حديثة كان السبب في تحريك الأرثوذكس من قوم موسى على المعارضة، ولولا ذلك لانخرطوا جميعهم في صفوف الصهيونيين.
ولكي يدحض هرتسل هذه الأوهام، قال في خطابه الافتتاحي في المؤتمر الأول على ما جاء في الأنسيكلوبيديا: نحن لا يخطر لنا ببال أن نهمل مقدار شبر من التعاليم
Kultur
التي حصلناها، بل بالعكس نسعى لتوسيع نطاقها.
واستقر قرارهم في المؤتمر الثاني على كون غاية الصهيونية غير منحصرة في تجديد ولادة اليهود الاقتصادية والسياسية، بل تتعدى إلى تجديد الولادة الروحية أيضا.
مؤتمر باسل الأول وغاية الصهيونية
جاء في الأنسيكلوبيديا أن هرتسل أصر على إكمال الخطة التي وضعها في كتابه اليودنستات أو الوطن اليهودي، رغم كل المعارضات، وأول فصل من تلك الخطة يرمي إلى عقد مؤتمر يدعى إليه من قوم موسى وجمعياتهم من يهتم للحركة الصهيونية. وقد كان في النية عقد هذا المؤتمر في ميونخ، ولكنهم لأسباب عادوا فعقدوه في باسل، فحضره 204 أعضاء، بعضهم يمثلون جماعات، ولكن أكثرهم جاءوا من تلقاء نفوسهم، ولم يكن من يمثل الهيئات اليهودية الكبرى في أميركا وأوروبا في هذا المؤتمر.
مع أن الغاية من عقد هذا المؤتمر كانت إشهار المسألة، فقد ابتدءوا فيه بتدبير الحركة، واقترحوا على عدة أمور جرى إتمامها فيما بعد؛ منها: (1) ترويج تعليم اللغة العبرية وآدابها. وأثناء المناقشة في هذه القضية، اقترح على إنشاء مدرسة موسوية كبرى؛ إما في يافا أو في القدس، (2) الاهتمام بإنشاء مدارس عمومية لتعليم اللغة العبرية، وتأليف قومسيون مخصوص للآداب اليهودية، (3) إنشاء مالية للملة اليهودية.
وقد خط في هذا المؤتمر بروغرامه الذي يتضمن غرض الصهيونية «إيجاد وطن للشعب اليهودي في فلسطين مؤمن تأمينا عموميا شرعيا» كونتمبوراري رڤيو
अज्ञात पृष्ठ
Contenporary Review
سنة 1797، صفحة 587-600.
ماذا جرى بين المؤتمرين؟
الجمعية العاملة التي جرى انتخابها في المؤتمر الأول اهتمت في الفترة بين المؤتمرين الأول والثاني في نشر الدعوة
، بطبع خطب هرتسل ونوردو على «حاجة قوم موسى»، و«غايات الصهيونيين»، و«معارضة الصهيونية» باللغات العبرية والجاركونية والألمانية والإفرنسية والعربية، واشتغلت في ترتيب الجماعات المختلفة التي نشأت جديدا، وأعدت المعدات الأولية لتأليف عمدة
Trust
استعمارية إسرائيلية.
المؤتمر الثاني
انعقد مجمع افتتاحي قوامه أعضاء الجمعية العاملة وبعض الزعماء من بلدان مختلفة في فيينا في شهر أبريل سنة 1898، وعقبه انعقاد المؤتمر الثاني في باسل في 28-31 من شهر أوغسطس لسنة 1898؛ ولأجل معرفة مقدار انتشار الصهيونية في الفترة بين المؤتمرين ننقل عن الأنسيكلوبيديا بيان الجمعيات الصهيونية القديمة والحادثة لحين عقد المؤتمر الثاني.
البلاد
अज्ञात पृष्ठ
جديدة
قديمة
مجموع
البلاد
جديدة
قديمة
مجموع
روسيا
350
23
अज्ञात पृष्ठ
373
فرنسا
3
00
3
النمسا
176
42
218
البلجيك
अज्ञात पृष्ठ
2
00
2
هونغاريا
32
228
260
تركيا
2
00
अज्ञात पृष्ठ