सहीह वा दईफ तारीख तबरी
صحيح وضعيف تاريخ الطبري
शैलियों
في يده، حتى إذا بقي أعظم صنم منها ربط الفأس بيده، ثم تركهن، فلما رجع قومه رأوا ما صنع بأصنامهم، فراعهم ذلك، فأعظموه و {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين}. ثم ذكروا ف {قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} - يعنون فتى يسبها ويعيبها ويستهزئ بها، لم نسمع أحدا يقول ذلك غيره، وهو الذي نظن صنع هذا بها. وبلغ ذلك نمرود وأشراف قومه، فقالوا: {فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون} أي: ما يصنع به (¬1). (1: 238/ 239).
رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق:
قال: فلما أتي به فاجتمع له قومه عند ملكهم نمرود، قالوا: {أأنت فعلت هذا بآلهتنا ياإبراهيم (62) قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}، غضب من أن يعبدوا معه هذه الصغار وهو أكبر منها، فكسرهن، فارعووا ورجعوا عنه فيما ادعوا عليه من كسرهن إلى أنفسهم فيما بينهم، فقالوا: لقد ظلمناه وما نراه إلا كما قال: ثم قالوا وعرفوا أنها لا تضر ولا تنفع ولا تبطش: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}، أي لا يتكلمون فيخبرونا: من صنع هذا بها، وما تبطش بالأيدي فنصدقك، يقول الله عز وجل: {ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}، أي نكسوا على رؤوسهم في الحجة عليهم لإبراهيم حين جادلهم، فقال عند ذلك إبراهيم حين ظهرت الحجة عليهم بقولهم: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون (65) قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم (66) أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون}.
قال: وحاجه قومه عند ذلك في الله جل ثناؤه يستوصفونه إياه ويخبرونه أن آلهتهم خير مما يعبد، فقال: {أتحاجوني في الله وقد هدان}، إلى قوله: {فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون}، يضرب لهم الأمثال، ويصرف لهم العبر، ليعلموا أن الله هو أحق أن يخاف ويعبد مما يعبدون من دونه (¬2) (¬3). (1: 239/ 240).
पृष्ठ 233