120

साहिबी

الصاحبي في فقه اللغة

प्रकाशक

محمد علي بيضون

संस्करण संख्या

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

प्रकाशन वर्ष

١٩٩٧م

وذكر بعضهم أن "ما" هذه هي التي تذكر في التعجب إذا قلنا "ما أحسنَ زيدًا".
وقد تكون "ما" مضمرة، كقوله جلّ ثناؤه: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ﴾ ١ أراد: ما ثَمّ. وكما قال: ﴿هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ﴾ ٢ أي: ما بيني. و﴿لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ﴾ ٣ أي ما بينَكم. فإذا قلت: "بينُكم" فمعناه: وصلُكم.
وتكون للنفي، نحو: "ما فعلتُ".
وتكون لاستفهام، نحو: "ما عندك؟". وزعم ناس في قولهم: "قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جرى" أن "ما" للنفي وأنشدوا قول الشمّاخ٤:
أعَدْوَ الْقِمصَّى قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَىَ ... ولم تدْرِ ما خُبرِي ولم أدرِ مالَها
يقول: نفرتْ هذه المرأة منّي مثل ما نفرت أتان من عَيْر من قبل أن يبلوَها ويعدوَها إليها. وما جرى، أي: لم يجرِ إليها.
من:
يُسميها أهل العربية "ابتداءَ غاية". وتكون للجنس، نحو "خاتمٌ من حديد".
وتكون للتبعيض، نحو: "أكلت من الرَّغيف".
وتكون رفعًا للجنس نحو: "ما جاءني من رجل".
وتكون صِلةً، نحو قوله جلّ ثناؤه: ﴿مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ ٥، و﴿نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ ٦.
وتكون تعجّبًا، نحو: "ما أنت من رجل" و"حسبك من رجل".

١ سورة الإنسان، الآية: ٢٠.
٢ سورة الكهف، الآية: ٧٨.
٣ سورة الأنعام، الآية: ٩٤.
٤ ديوانه: ٢٨٨. والقمصى: العدو الشديد.
٥ سورة البقرة، الآية: ١٠٥.
٦ سورة النساء، الآية: ٣١.

1 / 126