لم يكن في العراق من أرباب القلم شيء يذكر، بل كان هناك شعراء يقومون مقام الصحف في المدح والقدح.
ثم قال في موضع آخر من هذه المذكرات:
7 «حاولت الصحف في العراق أن تنهض بشيء من العمل النافع، فلم تفلح؛ لأن القراء كانوا قليلين فلم تنجح الصحافة العراقية في الدور العثماني أي نجاح.»
كذلك فقد ساد الفترة اللاحقة على الحرب توتر العلاقات الدولية؛ الذي انتهى إلى وقوع الحرب الكورية. وقد كان من آثارها زيادة الطلب فترة ما على القطن المصري وغيره من المواد الأولية. وقد استمر ذلك التوتر حتى بعد انتهاء تلك الحرب، وانقسم العالم أساسا إلى كتلتين: الشرقية والغربية، وكان ذلك سببا في تزايد اهتمام الكتلة الغربية ببلاد الشرق الأوسط، بما فيها مصر بالطبع، وذلك لوجود منابع الزيت في هذه المنطقة، ولما لها من أهمية حربية ، ويمكن أن نجد لكل ذلك صدى فيما قدمته أمريكا أحيانا إلى مصر وبعض البلاد العربية الأخرى من إعانات مالية أو فنية.
أما في الحقل الاجتماعي فقلما ناصرت هاتيك الصحف الأفكار المتطرفة، ويكفي أن ألمح إلى موقف بعض الصحف والمجلات في الحملة على «جميل صدقي الزهاوي» لمقالته في جريدة «المؤيد» المصرية في «الانتصار لحقوق المرأة»، مما اضطر بعض الكتاب المصريين أمثال ولي الدين يكن والدكتور شبلي شميل إلى أن ينتصروا له.
وأما تلك الصحف من ناحية الإخراج ورداءة الطبع فحدث ولا حرج؛ لأن الطباعة كانت بدائية، والمواصلات قليلة والورق عزيز المنال في الأسواق، وليس بين ممن اضطلعوا بالعمل الصحفي من فكر في جلب الورق من أوروبا لقلة المطبوع من جريدته.
فإذا أضفنا إلى كل هذه النواقص في الوسائل والأدوات الجو الخانق الذي كان يعيش فيه الصحفيون في تلك المرحلة والعسف والاضطهاد، مما سنتبسط فيه عند البحث عن حرية الصحافة؛ أدركنا عوامل تأخر الصحافة في أول نشوئها في العراق.
الصحافة في خلال الحرب العالمية الأولى
(1) في ظل الحكم العثماني
لما كانت معظم الصحف العراقية قد أيدت المعارضة للحزب الحاكم - الاتحاد والترقي - في الدور العثماني؛ فقد انتهز الحاكمون من هذا الحزب غمة الحرب العالمية سنة 1914 فرصة للإيقاع بالصحفيين المعارضين والتنكيل بهم.
अज्ञात पृष्ठ