सफवत अल-अस्र
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
शैलियों
فبينما هذا المجلس مجتمع إذ هجم ضباط الآلايين ورجالهما، وأخرجوا رئيسيهما من حجرة اجتماع المجلس بعد أن عبثوا بأثاثها وأهانوا ناظر الحربية. ثم سار أحمد عرابي وعلي فهمي بجندهما إلى قصر عابدين وطلبا من الخديوي عزل ناظر الحربية.
وبعد أن نظر الخديوي في حرج الأمر لم ير بدا من إجابة طلبهما، فاستبدل عثمان رفقي باشا بمحمود باشا سامي، ففرح الثوار وطلب فهمي بك وعرابي بك العفو من الخديوي، بعد أن أعربا له عن رغبتهما في الولاء لسموه فصفح عنهما.
وبعد أن عزل الخديوي ناظر الحربية أمر بتشكيل لجنة للنظر في مظالم رجال الجيش، ورفع رواتب الضباط والجند المصريين، وأعلن أنهم سيكونون في مستوى واحد مع غيرهم من الأتراك والشراكسة. وبالاختصار هدأت الأحوال قليلا وكان يظن أن الخطب انتهى عند هذا الحد.
على أن رجال الجيش لم يهدأ روعهم وعاشوا في خوف من الخديوي، خشية أن يعاقبهم على ثوراتهم، وكانوا يرون كل يوم من الشبهات ما زاد اضطرابهم، خصوصا أن ناظر الحربية الجديد (محمود سامي باشا) عزل ونصب مكانه «داود باشا ابن أخي الخديوي».
وفي مساء 13 شوال/8 سبتمبر ذهب إلى بيت عرابي رجل غير معروف، فلم يسمح له بالدخول فراب عرابي أمره وذهب في الحال؛ ليقص ذلك على زملائه من الضباط، وإذا بهم قد حدث لهم هذا الأمر بعينه فأيقنوا أن هناك مكيدة مدبرة لاغتيالهم.
مظاهرة عابدين
وازداد اعتقادهم يقينا عندما أصبحوا فرأوا أن الأوامر صدرت «للآلاي الثالث» من المشاة بالسفر إلى الإسكندرية. فهاجوا وماجوا وسار عرابي بقسم من الجيش يبلغ 2500 جندي معهم 18 مدفعا إلى ميدان عابدين، واصطفوا أمام قصر الخديوي في 15 شوال/9 سبتمبر يريدون مطالب جديدة - فهال الخديوي الأمر، وطلب (السير أوكلند كلفن) المراقب الإنجليزي «وكان هذا قد نصب مكان السير بارنج، الذي نقل إلى منصب آخر في الهند، ودعي بعد ذلك باللورد كرومر»؛ ليستشيره فيما يجب عمله فحضر وسار مع الخديوي إلى قصر عابدين ونصح له بالظهور بالثبات، وأن لا ينسى أنه مليك البلاد وأن له هيبة تصغر أمامها كل شجاعة لعرابي ورجاله.
فنزل الخديوي إلى الميدان فتقدم إليه عرابي ليعرض مطالبه وكان ممتطيا جواده وبيده حسامه، فناداه الخديوي أن «ترجل واغمد سيفك»، ففعل ذلك بالامتثال الواجب للملوك. ثم سأله الخديوي عما يقصد من عمله هذا «فقال: يا مولاي للأمة ثلاثة مطالب قد أتى الجيش إلى هنا للحصول عليها بالنيابة عن الأمة ولن ينصرف حتى يحظى بها.»
عند ذلك أشار «السير أوكلند كلفن» على الخديوي أن لا يناقش الجند في هذه الأمور حفظا لكرامته، وأن يدخل القصر ويترك له المفاوضة معهم فيما يريدون، فخاطب السير أولكند كلفن الجيش وشرح لهم حرج الحالة، ونصح لهم بالانصراف قبل أن يتفاقم الخطب، فتمسك الثائرون بمطالبهم وهي: (1)
عزل جميع النظار وتشكيل نظارة جديدة. (2)
अज्ञात पृष्ठ