सफवत अल-अस्र
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
शैलियों
تفخر مصر كما يسر المؤرخ من تدوين صفحة بيضاء لتاريخ شاب من زهرة شبابها، وعامل مجد في سبيل خدمتها وخدمة المجموع الإنساني، وإن القارئ الكريم ليغتبط سرورا ويتيه جزلا وحبورا من جهاد المجاهدين في سبيل المنفعة لخير البلاد وفائدة العباد.
فمن شباب مصر الناهض هذا الأديب الفاضل، الذي حاز مع حداثة سنه شهرة وثقة بين عملائه ورؤسائه قل أن يحوزها غيره.
مولده ونشأته
ولد هذا الذكي النشط عام 1891 ميلادية من والدين فاضلين صالحين، وكفى به فخرا أن يكون فرعا من تلك الدوحة الشهيرة بالتقوى والصلاح والعلم، وهي عائلة «عليش» التي ما من شرقي ينطق «بالضاد» إلا ويعترف بفضلها في عالم العلم والأدب، فأدخله مدرسة الحسينية الابتدائية، فحصل على شهادتها واغترف من مناهلها العذبة وحصل على شهادة البكالوريا من المدرسة الخديوية بتفوق غريب وذكاء مدهش، ثم التحق بمدرسة الطب ابتغاء نفع مواطنيه والهيئة الاجتماعية فنال شهادتها النهائية، وما كاد يحصل عليها حتى عين عام 1916م طبيبا باسبتاليات الرمد، ثم عين طبيبا بعموم مصلحة الصحة عام 1917م بقسم الأوبئة ثم نقل طبيبا لمدينة الإسماعيلية فكان مثال الجد في العمل والمهارة في الطب، ثم نقل بعد ذلك طبيبا لمركز كفر الشيخ غربية قسم ثان، ثم طبيبا لمركز بلقاس، ثم مفتشا لصحة القناطر الخيرية، ثم نقل إلى القسم الطبي بوزارة المعارف بمصر بناء على طلبه، حيث أراد أن يزاول مهنة الطب حيث المجال أوسع للبحث والعمل.
الطبيب الماهر الدكتور حامد أفندي عليش بالقسم الطبي بوزارة المعارف.
وقد يكون مرجع الفضل في نجاحه، وحسن تربيته، لفضيلة والده الشيخ الجليل أحمد عبد الله عليش المشهور بسعة المدارك والعلم الغزير، والتقوى، والورع، وأيضا لذكائه الفطري، وانكبابه على العلم المقرون بالعمل الذي عاد عليه بالنجاح التام.
وترى صاحب الترجمة مكبا على العمل في أكثر أوقاته منقبا على الأبحاث الطبية والاكتشافات الهامة، وقد وهبه الحق تعالى جمال الخلق والخلق والشفقة على البؤساء، الذين يقصدون عيادته فتراه يكفكف دموع آلامهم بدماثة أخلاقه وطلاوة أحاديثه وحسن أدبه، فتراهم وهم منصرفون إلى منازلهم يلهجون بحسن صنيعه وجمال صفاته؛ ولأنه والحق يقال مثال ناطق للمروءة والفضل.
أدامه الله لنفع البلاد وأكثر من أمثاله النجباء.
ترجمة صاحب العزة الدكتور إبراهيم بك فهمي سالم
كلمة للمؤرخ
अज्ञात पृष्ठ