सफवत अल-अस्र
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
शैलियों
وقد بدأ صاحب الترجمة حياته الحكومية مترجما بوزارة المعارف العمومية، ثم معاونا للإدارة بمديرية المنوفية، ثم مترجما بالنيابة العمومية ثم سكرتيرا فنيا للمرحوم أحمد فتحي زغلول باشا وكيل وزارة الحقانية سابقا، حيث كان عضده الأيمن في أعمال الوزارة التشريعية، وأعماله الأدبية الخاصة، وفي تلك الأثناء كان صاحب الترجمة سكرتيرا لكثير من لجان الإصلاح بوزارة الحقانية، وأخصها لجنة إصلاح الأزهر الشريف حيث وضع لها منهج الدراسة في العلوم العصرية، وترجم أعمالها فكافأته الحكومة المصرية على ذلك برتبة ومكافأة مالية، وكان سكرتير لجنة قانون المرافعات، حيث جهز للجنة جدول مقارنة قوانين المرافعات المعمول بها في أهم الممالك الأجنبية، وقد تولى حضرته القضاء في سنة 1914م بمحكمة مصر الأهلية، ثم بمحكمة أسيوط حيث اشتهر بين زملائه والمتقاضيين والمحاميين بالدقة وبعد النظر، وحسن المعاملة وسرعة الفصل في الخصومات، وفي سنة 1922م انتخبته وزارة الحقانية للقيام بأعمال إدارة مكتب معالي وزيرها ومن أخصها دراسة الأحكام المتناقضة الصادرة من محاكم الأحوال الشخصية الإسلامية وغير الإسلامية، ومراجعة قضايا الإعدام، والتأديب والتماسات العفو عن المجرمين، وعهدت إليه الوزارة بالإدارة التشريعية والفنية لمدرستي الحقوق والقضاء الشرعي، والبعثات العلمية في أوربا، وله في ذلك آثار مشكورة، وختم وظائفه الحكومية بتعيينه قاضيا لمحكمة طنطا الأهلية، وأخيرا استقال مفضلا الاشتغال بمهنة المحاماة، فاتخذ له مكتبا للاستشارات القانونية بأول شارع عابدين بمصر، ولا حاجة بنا إلى وصف مقدرته وكفاءته في التشريع والقانون.
حياته الاجتماعية
ولصاحب الترجمة شهرة معروفة في جميع الأوساط الاجتماعية بمصر وصلة بالعظماء فيها، وقد تمكن من خدمة القضية المصرية بالعمل على التقريب بين الأمة وأعضاء العائلة المالكة، وبشرح حقائق تلك القضية لمن قابلهم من كبار الساسة والأجانب، وأخصهم مسيو كليمانسو رئيس الحكومة الفرنساوية لما زاره بالصعيد في شهر مارس سنة 1920م، وله معه حديث كبير الشأن في ذلك الموضوع، وكان كما قدمناه من أوائل مؤسسي الرابطة الشرقية التي جمعت بين أعضائها ممثلي أربعة عشر أمة شرقية، وهو معروف كذلك خارج القطر المصري لمن خدمهم من أمراء الشرق مثل صاحب العظمة راجا قدح السلطان عبد الحميد حليم شاه، إذ تولى تربية نجله الأمير منصور حتى أدخله جامعة إكسفورد، وكان ولم يزل على صلة بالعاملين على خدمة الشرق في مصر أو خارجها، وله مباحث علمية وعمرانية عديدة تتعلق بالإصلاح في مصر، وقد نشر كثيرا منها في الجرائد والمجلات العربية، وترجم بعضها في أشهر المجلات الأوربية.
أخلاقه وصفاته
وإذا كان للبيئة تأثير في النفس والأخلاق، فصاحب الترجمة أكثر الناس حظا من ذلك، فإنه نشأ نشأة صالحة في بيئة صالحة، كان له منها فضيلة طهارة الذمة، وعلو الهمة، والتمسك بأهداب الحق والعدل، ونصرة المظلوم مع العفة والتقوى وخشية الله، وإن هذه الأخلاق السامية يعرفها فيه عشراؤه ويشهد له بها حتى خصومه وحساده، كثير الحلم والأناة راجع العقل بشوش الوجه، لطيف الحديث، دمث الأخلاق، معضد للأدب والأدباء، يجود بماله الخاص لإغاثة البؤساء، والأخذ بيد الفقراء، وإليه يرجع فضل تأسيس مدرسة مصرية بهليوبوليس «مدرسة السلطان حسين الأول»، وهو يتعهدها دائما بفضله وماله، ويتعلم فيها كثير من أولاد الفقراء مجانا.
أكثر الله من أمثاله حتى ترتع بلادنا في بحبوحة السعادة والهناء، بفضل رجالها العاملين أمثال حضرته.
ترجمة حضرة الشاب النبيل والأستاذ الضليع محمد بك جمال الدين الأيوبي
من بات ظرفا للظرافة وارتدى
برداء حسن خلائق وسداد
متهذب الأفكار والفرد الذي
अज्ञात पृष्ठ