सफवत अल-अस्र
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
शैलियों
الخليل محسن
وليس الخليل بالشاعر المجيد، والثائر اللبق فحسب، بل هو أيضا مصدر للعطف والبر لكل من به آنة فتراه يتألم كثيرا من مرأى بائس يتوجع أمامه يشكوه مضض الحياة، ويود لو في مقدوره سد حاجة كل بائس أوقعه حظه في لجج التعاسة والشقاء، وطالما رأيناه يسعى على الأقدام لقضاء مهام أولئك الذين يطرقون باب مروءته حتى إذا ما تكللت مساعيه بالنجاح طفح البشر من مقلتيه كأنه أصاب مغنما عظيما لنفسه، ولقد صدق من أسماه عن حق «بخادم الإنسانية».
ونظرا لاختباراته الواسعة، وبعد نظره، وغزارة مادته العلمية، وكفاءته الشخصية اختير سكرتيرا عاما للنقابة الزراعية العامة، فتراه يعمل جهده مواصلا ليله بنهاره للمصلحة العامة، وقد نمت أعمال هذه النقابة نموا يضمن ثباتها ونجاحها بفضل حسن إدارة رجالها العاملين، وحسن اختباراتهم الزراعية، والاقتصادية.
وقد أنعم عليه سمو الخديوي عباس حلمي باشا الثاني السابق بنيشان المجيدي الثالث سنة 1912، وقد احتفل المنعم عليه احتفالا باهرا جمع فطاحل الشعراء ونبغاء الكتاب تحت رئاسة حضرة صاحب السمو الأمير الجليل محمد علي باشا شقيق سموه، وعددوا فضل المحتفل به ومركزه الأدبي، وغزارة علمه، ولولا ضيق المقام لأتينا بالكثير مما قيل في تلك الحفلة من الدرر الغوال فاكتفينا بالإشارة.
صفاته وأخلاقه
الخليل أديب بكل معنى الكلمة، ذكي الفؤاد حلو الحديث ظريف المعشر دمث الأخلاق، بل من أرق الناس حاشية لا يؤلمه المقت ولا يعرف الحقد، فهو واسع الصدر، سمير لا يمل، كثير التجارب، والاختبار.
مؤلفاته
ومن مؤلفاته كتاب في الاقتصاد الذي اشترك مع حافظ بك إبراهيم في ترجمته، وله عدة درامات مترجمة عن الفرنسية أشهرها درامة عطيل، ودرامة تاجر البندقية ودرامة مكبث، وله كتب أيضا لم تنشر بعد، وتضلع مطران في اللغة الفرنسية تضلعا قلما يساويه فيه غيره من الأدباء أو الشعراء الآن، وقد فسح أمامه ميدان الأدب الفرنسي وهو أغنى الآداب الأوربية في القديم، والجديد، ولو كانت الظروف تؤاتي مطران والزمان يسعفه لرأينا منه العجب، فهو قادر نشيط ذكي، ولعل ذكاءه هو الذي يجعله من المقلين، فقد سمعنا بعضهم يقول: إن الأغنياء من المؤلفين هم الذين يقدمون بضاعتهم حيث لا تطلب فالسوق كاسدة، والذكي يضن بذكائه أن يباع بالبخس.
حفظ الله حياته ومتعه بدوام الصحة والهناء.
ترجمة حضرة صاحب العزة شاعر مصر الكبير حافظ بك إبراهيم
अज्ञात पृष्ठ