सफवत अल-अस्र
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
शैलियों
512 82 214 310 200
أعماله وخدماته الجليلة
ومما يدل القارئ الكريم على علو همة المترجم وشأنه الخطير خطابات التهنئة الرسمية، التي توالت عليه من الحكومة المصرية منها خطاب تهنئة ورد لسعادته نظير تقدم إيرادات المصالح التي تحت إدارته وحسن نظامها، وخطاب من جناب السير بلمر المستشار المالي الأسبق، وخطاب كله مدح وثناء من المرحوم لورد كرومر، وخطاب من المستر موني من أعضاء صندوق الدين، وخطاب من المستر براون مفتش عموم الري، وخطاب من مدير عموم الجمارك المستر كليار، وخطاب من البارون مالو ريي، وخطاب من المستر ولسن ناظر المالية المصرية الأسبق، وقد أحيل على صاحب الترجمة جملة أعمال خارجة عن وظيفته، فقام بها أحسن قيام، وإفادة من ناظر المالية لسعادته المترجم بتاريخ 29 يناير سنة 1891 نمرة 33 بتعيينه عضوا من قبل المالية باللجنة المستديمة المشكلة بنظارة المعارف لامتحان مستخدمي الحكومة، وإفادة من ناظر المالية لسعادته بتاريخ 8 نوفمبر سنة 1890 نمرة 315 بانتخاب سعادته عضوا في القومسيون، الذي تشكل بالحقانية تحت رئاسة سعادة وكيل الحقانية للاطلاع على ترتيب الدروس المرغوب إعطاؤها في علم الإدارة، وتقرير ما يلزم إدخاله في تلك الدروس من الإصلاحات، وتعيين سعادته عضوا في لجنة انتخاب المستخدمين، وعضوا لمجلس تأديب نظارة المالية، ورئيسا لمجلس تأديب مصالح الدخوليات بمصر والأقاليم، وقد اكتفيت بهذا التلميح بما كان يقوم به من الأعمال الجليلة، وإذا أعددنا مناقب الرجل المحمودة وما توالى عليه من كتب الثناء، وإفادات الشكر الرسمية لاستغرقت مجلدا ضخما.
ترجمة رسم وتاريخ حضرة صاحب السعادة السري الجليل المفضال قليني فهمي باشا.
والإنسان في هذه الحياة الدنيا إما شاكر حامد وإما ناكر جاحد، فالأول لتربيته الصحيحة وفطرته السامية تراه يفكر دائما في حسن صنع أخيه الإنسان، فيستزيده ويواليه بالدعاء ويجهد نفسه ليل نهار في النظر إلى المصلحة العامة، ويبيت وحب الوطن بين جوانحه فلا يهدأ باله إلا لخير بلاده، ولا تقر عينه إلا لسعادة أمته، والثاني هو الذي يحسد الناس على ما أتاهم الله من فضله، وينظر حاقدا لكل جليل من الأعمال، ولا يعترف بفضل كل عظيم من الرجال، وسيان عنده خراب الأوطان وبؤس كل إنسان، وهو ذاك الذي يقول: «بعدي الطوفان»، ولقد ألفيت ذلك الإنسان الأول يمثل شخص سعادة الوفي الغيور والوطني الهمام قليني فهمي باشا أحد نواب الأمة في الجمعية التشريعية سابقا، الذي أخذ ينشر بيراعه البليغ وفكره الثاقب في الجرائد العربية والإفرنجية اليومية، والمجلات ما من شأنه رقي وطنه، فكتب تحت عنوان «الحكومة وديون الأهالي» «وبنك البنوك» ووقاية البلاد من الأزمات المالية، وهذا الاقتراح ولله الحمد قد تنبهت إليه الأمة، وكتب عن زراعة الدخان ومصلحة الوطن بما له من الخبرة الزراعية والسداد في الرأي، ومن نصائحه وإرشاداته الثمينة إلى شبان اليوم ما هو مذكور بعدد مجلة الهلال شهر أكتوبر سنة 1925، وهي المجلة الغنية عن البيان والتي تعد من أكبر أمهات العربية في هذا الوقت، فقد قال حفظه الله لمندوب هذه المجلة: (1)
أرى مع الأسف أن أخلاق السواد الأعظم من الأمة قد تسممت، وأصبح الناس كلهم يبيتون في خداع، والبارع من يخدع أخاه أو صديقه بأية وسيلة ليقنص منه ما يمكنه، ولكن يجب أن أقول: إن أحسن الصفات التي تؤهل الإنسان في الزمن للقيام بخدمة عامة هي التحلي بالصدق والوفاء والصراحة، ولو لاقى في أول أمره صعوبات جمة. (2)
كان للتربية العائلية تأثير عظيم في تهذيب الأخلاق، فكان الصغير يكرم الكبير، والكبار يتشاورون ويعملون برأي أحكمهم. ولنحو ثلاثين سنة، تطورت الأخلاق والآداب، وأصبح الصغير يحتقر الكبير، ولم تهتم المدارس بتربية الأخلاق وترقيتها، بل أضرت بنا الكتب من حيث أردنا النفع، ومن رأيي أن مطالعة الكتب الدينية تساعد على تقوية الفضائل وتردع النفس عن القبائح. (3)
يمكن الشاب أن يحافظ على صحته إذا اتبع القواعد الآتية. (أ)
يبتعد عن شرب الخمور وتناول المخدرات. (ب)
ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا. (ج)
अज्ञात पृष्ठ