सफवत अल-अस्र

ज़ाकी फहमी d. 1350 AH
142

सफवत अल-अस्र

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

शैलियों

حضرة صاحب الدولة الجليل محمد سعيد باشا رئيس وزراء الحكومة المصرية سابقا.

ودرس علم الحقوق فنبغ فيه ونال شهادته بتفوق عظيم، وكان أول الوظائف التي تقلدها منصب وكيل نيابة في محكمة الاستئناف المختلطة سنة 1882م، وبعد أن أقام في هذا المنصب سبع سنوات نقل إلى نيابة المحاكم الأهلية، فما لبث طويلا حتى أسندت إليه رئاسة نيابة محكمة الإسكندرية الكلية، ومن ذلك الوقت أخذت تظهر مواهبه العالية، ولم تكن خدمة الحكومة بمتاعبها الجمة تنسيه واجباته نحو بلاده، فأنشأ في الإسكندرية جمعية العروة الوثقى، وتعهدها برعايته وصانها بذكائه، وأعلى شأنها بهمته وعزمه، وما غادرها إلا ولها مدارس شتى بين ابتدائية وثانوية وصناعية، وملاجئ للأيتام، ومجلة ترشد الناس إلى الطريق القويم، فأكبرت الأمة شأنه وأجلت الحكومة قدره.

انتقل في سنة 1895م مفتشا في لجنة المراقبة القضائية، ثم جعل مستشارا في محكمة الاستئناف الأهلية سنة 1905، فكان عادلا في أحكامه منصفا بعيدا عن كل ما يشين القضاء ورجاله.

ولما كان أكثر وزراء مصر من رجال القانون مثل أكثر الوزراء في البلدان الأخرى، وكان صاحب الترجمة حائزا على رضاء الأمة، ومحبة حاكم البلاد اختبر ليكون وزيرا للداخلية، فأسندت إليه في 12 نوفمبر سنة 1908م، وهي أوسع الوزارات نطاقا وأعمالا، وأكثرها متاعب وتعقدا فأظهر اقتدارا عجيبا حتى ذلل حزونها، وسار بها إلى الغاية المرومة، وهي استتباب الأمن والسكينة في البلاد، والأعمال النافعة التي عادت على العباد بالخير والإسعاد.

وبذكائه وحسن دهائه أسند الوظائف الرئيسية والمناصب العالية إلى أبناء البلاد الأكفاء، فلقبته الأمة عن حق وعدل بابن مصر البكر، ورجلها الأوحد. ولما اغتيل المرحوم بطرس غالي باشا رئيس الوزراء السابق، وانتقل إلى رحمة ربه جعل صاحب الترجمة رئيسا للوزراء في 23 فبراير سنة 1910، وبقي وزيرا للداخلية فقام بأعباء الرئاسة خير قيام، وتمكن بسعة حيلته العقلية وحكمته واقتداره من إنقاذ البلاد من المخاطر الكثيرة، التي كانت تتهددها وخرج بها من المآزق الحرجة بسلام، وكان الزمن الذي جعل فيه رئيسا للوزراء زمن مشاكل كمشكلة شركة قنال السويس.

ثم أخذ يعالج أسقام الأمة فشرع في إصلاح المحاكم الشرعية، والمجالس الحسبية والجامع الأزهر الشريف، واستمر تحسن الحال على هذا المنوال إلى آخر مدة وزارته.

فأبدلت الجمعية العمومية ومجلس شورى القوانين بالجمعية التشريعية، التي انتخب أكثر أعضائها من نوابغ الوطنيين، واتسع نطاق مجالس المديريات فتولت صغار الملاك من رهن أطيانهم، ومنعت وزارة الأشغال الضرر الكبير من انخفاض الفيضان، وجعل ديوان الأوقاف ومصلحة الزراعة وزارتين.

وقد أبطلت الوزارة السعيدية القلق والاضطراب من البلاد، وجرت في عهدها أعمال كثيرة من أنفع الأعمال، فاطرد سير الإصلاح، ولولا الأزمة المالية التي سبقتها لكان النجاح تاما من كل الوجوه، وقد تعرض بعض الموظفين في عهدها للانتقاد بحق أو بغير حق، وحدثت أمور أخرى لم ترض أمير البلاد، فغيرت الوزارة، وتغيير الوزارات أمر عادي في كل الممالك.

ولما ولي المغفور له السلطان حسين كامل الأول عرش مصر، اختص صاحب الترجمة برعايته وشمله بعنايته، فما كان يمضي يوم إلا ويتشرف بالمثول بين يديه.

تعيينه وزيرا للمعارف في عهد الوزارة السعدية

अज्ञात पृष्ठ