सफवत अल-अस्र
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
शैलियों
وفي الساعة العاشرة إلا ثلث أطلق من ميدان الإسماعيلية واحد وعشرون مدفعا، إيذانا بتحرك ركاب حضرة صاحب الجلالة الملك من القصر الملكي، وعزفت موسيقي الحرس التي كانت مصطفة في ميدان عابدين بالسلام الملكي، ودوى الفضاء بالنداء العسكري والتصفيق والهتاف.
وخرجت المركبة الملكية تقل حضرة صاحب الجلالة المعظم وإلى يساره حضرة صاحب الدولة الرئيس الجليل سعد باشا زغلول، ويجرها ستة من جياد الخيل، وقد ركب أولها سائس وركب مؤخر المركبة ثلاث سواس بملابسهم الحمراء المزركشة وتقدم المركبة الملكية مركبة حضرة صاحب المعالي كبير الأمناء، ورئيس الياوران وتأخر عنها مركبتان ملكيتان أخريان، تقلان كبار موظفي القصر.
وكان الموكب كلما اجتاز نقطة هتفت تلك الجماهير هتافا يشق عنان السماء، ودوى التصفيق وصدحت الموسيقات، وكان حضرة صاحب الجلالة يحيي الشعب مبتسما حتى وصل الموكب إلى شارع دار النيابة. واجتازت المركبة الباب المخصص لدخول جلالة الملك، وكان يقوم على حراسته معاون بوليس البرلمان وثلة من عساكر البوليس.
ولما نزل جلالته من المركبة بدئ بإطلاق مائة مدفع ومدفع، ورفع العلم الكبير على الدار، وتقدم حضرات أصحاب السمو الأمراء والنبلاء وحضرات أصحاب الدولة والمعالي الوزراء، ورئيس المؤتمر واللجنة البرلمانية المنتدبة للاستقبال، فحيوا جلالته وساروا بين يديه إلى الغرفة الملكية الخاصة، فاستراح فيها هنيهة ثم سار منها إلى قاعة المؤتمر، وأعلن كبير الأمناء قدوم جلالته فوقف الجميع إجلالا وتعظيما، ووقف جلالته أمام العرش، وعن يمينه الأمراء وعن شماله الوزراء، ثم جلس وتفضل فأذن للواقفين جميعا بالجلوس فجلسوا.
وبعد أن جلس حضراتهم جميعا تسلم حضرة صاحب الدولة الرئيس الجليل سعد زغلول باشا خطبة العرش من حضرة صاحب الجلالة الملك، فألقاها على الحاضرين الذين كانوا يقاطعونها بالتصفيق، وكانت المدافع لا تزال تطلق وهذا نصها:
خطبة العرش
حضرات الشيوخ حضرات النواب
أحييكم أحسن تحية وأهديكم أجل احترام وأذكر بالسرور وبالفخار يوم حضرت بينكم منذ أقل من ثمانية شهور لافتتاح اجتماعكم، وأداء القسم العظيم بالإخلاص للدستور، الذي وفقني ربي لإنشائه وتدبير الأمور طبق أحكامه.
الثناء على البرلمان
واليوم أهنئكم على نتيجة أول اختبار للعمل بنظامه في الدور الأول، ووقوع أكثره في أقسى فصول السنة، جاءت نتيجة حسنة مشجعة وباعثة على الرجاء في التقدم والارتقاء.
अज्ञात पृष्ठ