56

सफर नामाह

سفر نامه

अन्वेषक

د. يحيى الخشاب

प्रकाशक

دار الكتاب الجديد - بيروت

संस्करण संख्या

الثالثة، 1983

وهو المعز لدين الله استولى على بلاد المغرب حتى الأندلس ثم سير جيشا نحو مصر وكان لابد لهذا الجيش أن يعبر النيل وهذا أمر غير مستطاع أولا لأن النيل عظيم الاتساع وثانيا لأنه مملوء بالتماسيح التي تجذب إلى قاعه في الحال كل من يعبر ويقال إنه في الطريق قرب مدينة مصر طلسم يحمي الإنسان والدواب من هذا الشر ولكن أثره يبطل على مسافة رمية سهم من المدينة فلا يجرؤ أحد أن يقترب من النيل قيل ان المعز أرسل جيشه فنزل حيث القاهرة اليوم وقد أمر جنوده قائلا حين تصلون الى النيل ينزل الماء أمامكم كلب أسود فيعبر النهر فاتبعوه واعبروا آمنين قيل وقد بلغ هذا المكان ثلاثون ألف فارس كلهم خدم المعز وقد انطلق الكلب سابحا أمامهم وساروا على أثره وعبروا من غير حادث ولم يقل أحد قط ان فارسا عبر نهر النيل راكبا وكانت هذه الحادثة سنة ثلاث وستين وثلثمائة 973 قد حضر السلطان الى مصر عن طريق البحر فأفرغت السفن التي حضر بها قرب القاهرة وأخرجت من الماء وتركت كأنها أشياء لا غناء فيها وقد رأى راوي هذه القصة ناصر خسرو تلك السفن وهي سبع طول الواحدة مائة وخمسون ذراعا وعرضها سبعون وقد مضى عليها هناك ثمانون سنة وكان ذلك سنة إحدى وأربعين وأربعمائة 1046 حين بلغ الراوي هذا المكان

पृष्ठ 87