مذكراتي، وماذا كنت أستطيع أن أكتب فيها، كان كل يوم سعيدا ... يبدأ بصوتها بالتليفون فتحييني تحية الصباح الجميل، وتحدثني عن أحلامها التي كنت أنا فارسها دائما ... وينتهي بالقبلة اللذيذة التي أطبعها على خدها ... إن فمها كان كما تقول محجوز للزوج ... الذي هو أنا بالطبع.
وبالأمس دق جرس التليفون، ورددت أنا كعادتي فقالت «ر»: لابد أن ألقاك اليوم لأمر هام ...
وحينما التقينا، واجهتني بالحقيقة المروعة ... - عندما انصرفت أمس بعد أن لاقيتك سألت نفسي هذا السؤال، متى سأشعر بقبلته على فمي؟
ودار رأسي، وهي واقفة في انتظار جوابي ... وتخيلت ما أفكر فيه الآن، أنه ليس الزواج، وإنما الامتحان الذي يدقون الآن الأوتاد لنصب سرادقه، فتهبط كل دقة كأنها حجر يسقط على قلبي أنا.
متى سأذاكر؟ ... وكيف أذاكر؟!
أجل كيف أذاكر ... أنا الشاب الذي أتم تعليمه، وسافر إلى أوروبا، وحالته المالية تسمح له أن يستريح عامين ليضع خطط المستقبل، وقلت وأنا أغالب ضميري: قريبا يا حياتي ...
وأجابتني: إنك لم تفهمني ...
قلت: كيف لا أفهمك؟! إنك تتعجلين موعد الزواج.
وقاطعتني بسرعة: لم يخب ظني فأنت لم تفهمني ... إنني لا أتعجل موعد الزواج، وإنما أريد أن أعرف أسباب إرجاء زواجك بي، لم يعد بيننا ما تخفيه علي ... لقد صارحتك بكل ما يحيط بي ... وأنت صارحتني بكل ما يحيط بك ... أظن ذلك ...
وتوقفت لحظة عن الحديث.
अज्ञात पृष्ठ