يقول أوستن: «تمتلئ الحياة بالكثير ... تعرفين أن الأمر لا صلة له بأمك. هذه حياة جديدة تماما. أشعر بالندم ... لا، لا. أعني أن ثمة أكثر من طريقة لحب الرب ، ويعتبر الاستمتاع بالعالم بالتأكيد أحد هذه الطرق. هذا كشف ظهر لي مؤخرا، متأخرا أكثر مما ينبغي بحيث لا يعد ذا نفع بالنسبة لأمك ... لا. الإثم خطيئة وإغواء. قلت ذلك للكثير من المساكين الذين كانوا يحبون الانغماس فيه. الندم شيء آخر. كيف للمرء بعد أن توهب له حياة طويلة يحاول أن يهرب منها؟»
تحدث كارين نفسها: كنت محقة؛ تريد ميجان شيئا. لكن بعد قليل من الكلام، يقول أوستن إنه ربما يلعب الجولف، لا تضحك، وإن شيلا تنتمي إلى أحد أندية قراءة المسرحيات، وإنه يتوقع أن يكون نجما في ذلك، بعد كل هذه الخطب الرنانة على منبر الوعظ - انتهت المحادثة. يخرج أوستن إلى المطبخ - الهاتف في القاعة الأمامية، فهذا منزل قديم الطراز - ويتطلع إلى كارين، التي تنظف الخزانات العليا.
يقول متنهدا، ثم متنهدا، بشكل مضحك: «الآباء والأبناء، يا كارين ... آه، يا لها من شبكة معقدة نغزلها، عندما يولد لنا أولا، أطفال! ثم، يريدوننا أن نصبح دوما كما نحن، يريدون أن نصبح آباء؛ نهزهم من الأعماق بشكل مفزع إذا فعلنا شيئا لا يظنون أننا سنفعله. بشكل مفزع.»
تقول كارين، في غير تعاطف كبير: «أظن أنها ستعتاد على الأمر.» «حسنا، ستفعل، ستفعل. ميجان المسكينة.»
ثم يقول إنه ذاهب إلى أقصى المدينة لقص شعره. لا يرغب في أن يتركه يطول؛ حيث إنه يبدو ويشعر دوما بأنه في غاية الحماقة عند حلاقة شعره. يتدلى فمه إلى الأسفل عند ابتسامه، أولا إلى أعلى، ثم إلى أسفل. هذا التدلي لافت فيه في كل مكان يذهب إليه، الوجه متدل حتى لغد الرقبة، الصدر مفرغ ومنحدر في صورة كرش صغير، غريب. ترك التدفق قنوات جافة، خطوطا عميقة. غير أن أوستن يتحدث - من سوء خلاله كثرة الحديث - كما لو كان يخرج صوته من جسد خفيف، في حالة تأهب، لديه متعة في الانتقال من مكان إلى آخر.
بعد وقت قصير، يرن جرس الهاتف مرة أخرى، وكان على كارين أن تهبط وتجيب عليه. «كارين؟ هل هذا أنت، كارين؟ أنا ميجان.» «ذهب والدك لتوه ليقص شعره.» «جيد. هذا جيد. أنا مسرورة. يعطيني هذا فرصة الحديث إليك. كنت آمل أن أتحدث إليك.»
تقول كارين: «حسنا.» «كارين. الآن، أنصتي إلي. أعرف أنني أتصرف على النحو الذي من المفترض أن يتصرف الأبناء الناضجون في مثل هذا الموقف. لا يعجبني هذا الأمر. لا أحب هذا الأمر في نفسي. لكنني لا أستطيع أن أتوقف عن التفكير في الأمر. أشك في الأمر. أتساءل عما يجري. هل هو على ما يرام؟ ماذا تعتقدين؟ ما رأيك في المرأة التي سيتزوجها؟»
تقول كارين: «لم أر إلا صورتها.» «أنا مشغولة جدا الآن ولا أستطيع ترك كل شيء والعودة إلى المنزل والتحدث معه بصراحة. على أي حال، هو صعب جدا في الحديث معه. بينما يبدو متحمسا ومنفتحا في الحوار، في حقيقة الأمر هو شخصية منغلقة جدا. لم يكن قط من النوع الذي يهتم بالجانب الشخصي في تعامله، هل تعرفين ما أقصده؟ لم يفعل شيئا قط من قبل لأي سبب «شخصي». كان يقوم بالأشياء دوما «من أجل» الآخرين. كان يحب دوما أن يجد أشخاصا «بحاجة» إلى أن يساعدهم أحد على قضاء حوائجهم. حسنا، أنت تعرفين ذلك. حتى جلبك إلى المنزل، مثلما تعرفين، للعناية بأمي؛ لم يكن ذلك تماما من أجل خاطر أمي أو خاطره.»
تستطيع كارين أن تتخيل ميجان - الشعر الطويل، الداكن، الناعم، المفروق في المنتصف والممشط فوق كتفيها، العينان الملونتان بكثافة والبشرة المسمرة والفم المطلي بأحمر شفاه بلون وردي خفيف، الجسد السمين المغطى بملابس أنيقة. هل يستحضر صوتها هذه الهيئة إلى الذهن حتى لو لم يكن المرء قد رآها من قبل؟ هذه النعومة، هذا الإخلاص الجم. لمعة رقيقة في كل كلمة ومساحات تقدير صغيرة بين كل منها والأخرى. تتحدث كما لو كانت تستمع إلى نفسها. هذا أكثر من اللازم، في حقيقة الأمر. هل هي ثملة؟ «دعينا لا نهرب من مواجهة الأمر، كارين. كانت أمي متغطرسة. (نعم، هي ثملة.) حسنا، كان لا بد أن يكون لديها شيء. مجرجرة من مكان إلى آخر، دوما لفعل الخير. لم يكن فعل الخير من الأمور التي تهم أمي على الإطلاق. لذا الآن - «الآن» فقط - يتخلى عن كل شيء، يمضي إلى الحياة المريحة. في هاواي! أليس ذلك غريبا؟» «غريبا.» تسمع كارين تلك الكلمة في التليفزيون يقولها أشخاص، معظمهم من المراهقين. تذهب بتفكيرها إلى الأسواق الخيرية التي تنظمها الكنيسة التي تتحدث عنها ميجان. هذا هو المعنى الذي يجيء إلى ذهنها عندما تسمع تلك الكلمة؛ أسواق الكنيسة الخيرية التي اعتادت والدة ميجان على تنظيمها، محاولة دوما أن تضفي عليها طابعا خاصا وتجعلها تبدو مختلفة. المظلات المخططة ومقهى في ممر جانبي في أحد الأعوام، وشاي ديفونشاير وتعريشة ورود في عام تال. ثم، تتصور والدة ميجان راقدة على الأريكة المكسوة بقماش قطني منقوش في غرفة المعيشة، ضعيفة ومنهكة بعد إحدى جلسات العلاج الكيماوي، وأحد المناديل الأنيقة، المبطنة ملفوف حول رأسها شبه الخالية من الشعر. لكن كانت لا تزال تستطيع التطلع إلى كارين في دهشة مكتومة، تقليدية، عندما تلج كارين إلى الغرفة. «هل كنت تريدين شيئا، يا كارين؟» الشيء الذي كان من المفترض أن تطلبه منها كارين، ستطلبه هي من كارين. «غريب». «سوق خيري». «متغطرسة». عندما بلغت ميجان ذلك المبلغ في حديثها، كان يجب على كارين أن تقول - على الأقل - «أعلم ذلك.» لكنها لم تملك إلا أن تقول: «ميجان. هذا يكلفك مالا.» «مال، كارين! أتحدث هنا عن أبي. أتحدث عما إذا كان أبي في رشده أو عما إذا كان فقد رشده، كارين!» •••
في اليوم التالي، جاءت مكالمة من دنفر. كان دون - ابن أوستن - يتصل ليخبر أباه أن من الأفضل عدم نقل أثاث غرفة الطعام؛ حيث إن تكلفة الشحن مرتفعة جدا. يوافقه أوستن الرأي. يقول، يمكن صرف المال في وجوه أفضل. ما فائدة الأثاث في نهاية الأمر؟ ثم، يطلب من أوستن تفسير مسألة مزاد أوكشن بارن وما تفعله كارين.
अज्ञात पृष्ठ