لم يجل بخاطره في ذلك الوقت أنه هو نفسه أو فيكتور ربما يستطيع تنظيف وكنس بعض الحجرات القذرة. لم يجل الأمر بخاطر باربرا أيضا. نظفت باربرا الشقة في اليوم التالي، ووضعت ملاءات ومناشف وبعض القدور والأطباق، على الرغم من أنها كانت تشك بالطبع في مسألة خطر تسمم فيكتور هذه. «بم ستستفيد من موته؟»
حصل فيكتور على وظيفة في الحال. صار الحارس الليلي على الآلات الموجودة خارج منجم الملح. كان يحب العمل ليلا. لم يعد في حاجة إلى استخدام السيارة بعد الآن؛ لذا كان يسير في منتصف الليل إلى العمل ويعود إلى الشقة في الصباح. إذا كان موراي موجودا في المتجر قبل الثامنة والنصف صباحا، يسمع فيكتور وهو يصعد درجات السلم الخلفية. كيف كان ينام، في ضوء النهار الساطع في ذلك الصندوق الصغير في حجرة تقع تحت السقف المستوي الساخن؟
قال فيكتور: «أنام جيدا ... أطهو، وآكل، وأنام. أنا مستريح. أشعر بالطمأنينة بشكل غير متوقع.» •••
عاد موراي إلى المنزل ذات يوم بشكل مفاجئ، بعد الظهر بقليل.
تبلورت تلك الكلمات في ذهنه بعد ذلك. كانت كلمات مبتذلة وكئيبة جدا. «ذات يوم عدت إلى المنزل بشكل مفاجئ ...» هل هناك قصة على الإطلاق لرجل يعود إلى المنزل فجأة ويجد مفاجأة سارة؟
عاد إلى المنزل فجأة، ووجد - ليس فيكتور وباربرا معا في السرير. لم يكن فيكتور في المنزل على الإطلاق - لم يكن هناك أحد في المنزل. لم يكن فيكتور موجودا في الفناء. كان آدم في الفناء، يسبح في حوض الاستحمام البلاستيكي. في موضع غير بعيد تماما عن الحوض، كانت باربرا راقدة على الغطاء الباهت اللون، داهنة جسدها بزيت الحماية من الشمس، الذي كانا يستخدمانه عند ذهابهما إلى الشاطئ. كانت ترتدي سترة الاستحمام السوداء بدون حمالات، وهي سترة كانت تشبه المشد والتي لن تصير شائعة على الإطلاق خلال بضعة أعوام. كانت السترة تبرز الفخذين تماما، وكانت تضغطهما معا بشدة. كانت تحصر بشدة الوسط والبطن والأرداف معا، وترفع وتبرز الثديين بحيث يبدوان كما لو كانا مصنوعين من شيء صلب مثل مادة الستيروفوم. كان لون ذراعيها ورجليها وصدرها وكتفيها يبدو أبيض في الشمس، على الرغم من أنها جميعها كانت تميل إلى السمرة عندما كانت تدخل إلى المنزل. لم تكن تقرأ، على الرغم من وجود كتاب مفتوح إلى جانبها. كانت ترقد على ظهرها وذراعاها مرتخيتان إلى جانبيها. كان موراي على وشك أن يناديها من خلف الباب الخارجي السلكي، لكنه لم يفعل.
لم لا؟ رآها ترفع إحدى ذراعيها لتحمي عينيها من الشمس، ثم رفعت ردفيها، غيرت من وضع جسدها قليلا. ربما بدت الحركة طبيعية جدا، عفوية - إحدى حركات تعديل وضع الجسم العفوية هذه التي تقوم بها أجسادنا. كيف عرف موراي أن هذه الحركة لم تكن عفوية؟ بعض التفكر أو التدبر، والوعي، بذلك الانتفاخ البسيط ووضع الجسم جعل الأمر جليا له - رجل يعرف جسد هذه المرأة - أن تلك المرأة لم تكن بمفردها. في أفكارها، على الأقل، لم تكن بمفردها.
اتجه موراي إلى النافذة المطلة على الحوض. كان يحجب الفناء الخلفي عن الحارة الخلفية ومنطقة الشحن خلف المتجر سياج عال من أشجار الأرز. لكن كان من الممكن رؤية الفناء الخلفي - ذلك الجزء من الفناء الخلفي حيث ترقد باربرا - من نافذة الشقة في الطابق الثالث. لم تضع باربرا أي ستائر في الشقة. رأى موراي فيكتور جالسا هناك، عند ذلك الشباك. كان فيكتور قد جلب كرسيا بحيث يستطيع الجلوس والتطلع من النافذة مثلما يشاء. كان ثمة شيء غريب حيال وجهه، كما لو كان يضع قناعا واقيا من الغاز.
ذهب موراي إلى غرفة النوم وجلب العدسات المكبرة التي كان قد اشتراها مؤخرا. (كان يفكر في الذهاب في نزهات سير في الريف وتعليم الأطفال أنواع الطيور.) كان يتحرك في هدوء بالغ في المنزل. كان آدم يصنع ضوضاء كثيرة في الخارج.
عندما نظر إلى فيكتور من خلال العدسات المكبرة، رأى وجها كوجهه هو - وجه تخفى بعض ملامحه خلف عدسات مكبرة. كان لدى فيكتور عدسات مكبرة أيضا. كان فيكتور ينظر إلى باربرا من خلال العدسات المكبرة.
अज्ञात पृष्ठ