مشيا معا، عبر الطريق إلى الشاطئ، برزانة محافظين على وجود مسافة فيما بينهما. كأب وابنته.
لاحظت مارجوت الآن أن السيارة كانت مؤجرة. من مكان ما في واكرتون. كم هو مضحك - كانت ترى - إذا كانت مؤجرة من نفس المكان الذي أجرت منه شاحنتها في كنكاردين. أرادت أن تترك له رسالة تحت ماسحة الزجاج الخاصة بالسيارة، لكن لم يكن لديها ما يمكنها الكتابة عليه. كان معها قلم ولكن لم تكن معها ورقة. لكن على العشب بجانب سلة المهملات استطاعت أن تجد علبة كرتونية لوجبة دجاج كنتاكي. كانت هناك بقعة شحم عليها. قطعت العلبة إلى أجزاء وكتبت عليها الرسائل التالية: «انتبه لما تفعل!
وإلا فستكون نهايتك السجن.» «ستضبطك شرطة الآداب
إذا لم تنتبه لما تفعل.» «المنحرفون لا يفلحون.» «من شابه أمه، فما ظلم.» «من الأفضل أن تلقي بهذه في النهر الفرنسي،
فإنها صغيرة عليك.» «عار عليك!» «عار عليك!»
كتبت رسالة أخرى: «عاهرة سمينة ضخمة مع حبيبك الأبله ذي الوجه الطفولي.» لكن سرعان ما مزقتها، لم تعجبها النبرة. هيستيرية. وضعت الرسائل حيثما كانت متأكدة أنهما سيجدانها - تحت ماسحة الزجاج في السيارة، في فتحة الباب - وثبتتها حتى لا تطير، بأحجار وجدتها على مائدة الرحلات. ثم هرولت مبتعدة بينما كانت ضربات قلبها تتسارع. كانت تقود السيارة في منتهى السوء، في البداية، حتى كادت تدهس كلبا على الطريق السريع؛ لذا انتقلت للقيادة في الطرق الجانبية، الطرق المفروشة بالحصى، وظلت تذكر نفسها بضرورة تخفيض سرعتها. كانت ترغب في القيادة بسرعة هائلة. كانت تريد أن تقلع بالسيارة. كانت تشعر أنها على حافة الانفجار، كانت ستنفجر إلى قطع صغيرة. هل كان طيبا أم سيئا، ما كانت تشعر به؟ لم تستطع أن تحدد. شعرت بأنها تحررت، لم يعد شيء يهمها، كانت في خفة ورقة شجرة تحركها الرياح.
وصلت أخيرا إلى كنكاردين. بدلت ملابسها وخلعت الباروكة وأزالت آثار المكياج من عينيها. وضعت الملابس والباروكة في سلة المهملات بالسوبر ماركت - وهي تشعر بالأسى - ثم أدارت الشاحنة. كانت تريد أن تذهب إلى الحانة في الفندق وتتناول شرابا، لكنها كانت تخشى ما قد يسببه ذلك في قيادتها. وكانت تخشى مما قد تفعله إذا رآها أي رجل تشرب وحدها وأصدر أي تعليق. حتى إذا قال فقط: «يوم حار.» ربما تصرخ فيه، ربما تحاول أن تنشب أظافرها في وجهه. •••
البيت. الأطفال. دفع المال لجليسة الأطفال، صديقة لانا. هل يمكن أن تكون هي من اتصلت بها؟ تناولت وجبة سريعة في العشاء. بيتزا، لا دجاج كنتاكي، الذي لن تفكر فيه مرة أخرى دون أن يطلب منها أحد. ثم ظلت مستيقظة إلى وقت متأخر، تنتظر. تناولت بعض الكئوس. ظلت بعض الأفكار تدق رأسها في عنف. محام. طلاق. عقاب. ظلت هذه الأفكار تضربها مثل ناقوس، ثم خفتت دون أن تعرف كيف تتصرف. ماذا يجب أن تفعل أولا، ماذا يجب أن تفعل تاليا، كيف يجب أن تمضي حياتها؟ الأبناء جميعهم لديهم مقابلات من نوع أو آخر، يعمل الصبية في وظائف صيفية، كانت ديبي على وشك إجراء جراحة صغيرة في أذنها. لم تستطع أن تصطحبهم بعيدا؛ كان عليها أن تقوم بالأمر كله بنفسها، وسط نميمة الجميع، وهو ما كانت قد تلقت كفايتها منه من قبل. أيضا، كانت ورويل قد جرى دعوتهما إلى حفل كبير في عطلة نهاية الأسبوع المقبلة، لا بد أن تشتري هدية. كان هناك من سيأتي لصيانة وإصلاح شبكة الصرف في المنزل.
جاء رويل إلى المنزل في وقت متأخر جدا حتى إنها بدأت تقلق من أن حادثا قد وقع له. كان عليه الذهاب إلى أورانجفيل، ليوصل لانا إلى منزل عمتها. كان قد تظاهر بأنه مدرس في المدرسة الثانوية ينقل أحد أفراد الفرقة. (في الوقت نفسه، قيل للمدرس الحقيقي إن عمة لانا مريضة جدا، وكانت لانا تمكث في أورانجفيل للعناية بها.) كانت معدة رويل مضطربة، وهو أمر طبيعي، خاصة بعد هذه الرسائل. جلس على مائدة المطبخ يمضغ أقراص دواء ويشرب اللبن. صنعت مارجوت قهوة، حتى تستفيق من أجل المعركة.
قال رويل إن الأمر برمته كان بريئا. مجرد نزهة للفتاة. مثل مارجوت، كان يشعر بالأسف من أجل الفتاة. بريئا.
अज्ञात पृष्ठ