عليها الآن إجراء عملية استطلاع للمنطقة بأكملها، سيرا على الأقدام. سارت أولا عبر منطقة إقامة المعسكرات. وصلات كهربية في مقطورات، خيم، أشخاص يجلسون في الخارج إلى جانب المقطورات والخيم يحتسون الجعة ويلعبون الورق ويقيمون حفلات شواء؛ يفعلون بصورة أو بأخرى ما يفعلونه في منازلهم. كان ثمة ملعب مركزي، به أراجيح وزلاجات مشغولة دوما، وأطفال يلقون بالأطباق الطائرة، وأطفال رضع في الصناديق الرملية. كشك مرطبات، اشترت مارجوت منها مياها غازية. كانت متوترة للغاية ما لم يجعلها ترغب في أكل أي شيء. كان غريبا بالنسبة إليها أن توجد في مكان ترتاده العائلات ولا تكون عضوا في أي عائلة منها.
لم يصفر أحد لها أو يعاكسها. كان ثمة فتيات كثيرات ذوات شعر طويل في المكان تتبخترن أكثر مما كانت تفعل. ويجب الاعتراف هنا أنهن كن أجمل منها مما يجعلها تبدو عادية بالمقارنة بهن.
سارت على الممرات الرملية تحت أشجار الصنوبر، بعيدا عن المقطورات. وصلت إلى مكان في المعسكر كان يبدو مثل منتجع قديم، ربما كان هناك قبل فترة طويلة قبل أن يفكر أي شخص في الوصلات الكهربية للمقطورات. كانت ظلال أشجار الصنوبر الكبيرة مبعث راحة لها. كانت الأرض تحتها بنية، مغطاة بورق الشجر المدبب: تربة صلبة تحولت إلى تراب ناعم. كانت هناك كبائن مزدوجة، وكبائن فردية، مطلية باللون الأخضر الداكن. كانت موائد الرحلات موضوعة إلى جانبها. مواقد حجرية. أحواض من الزهور المتفتحة. كان المشهد جميلا.
كان هناك سيارات إلى جانب بعض الكبائن، لكن سيارة رويل لم تكن هناك. لم تر أي شخص هناك؛ ربما كان الأشخاص الذين كانوا يقيمون في الكبائن من النوع الذي يذهب إلى الشاطئ. كان هناك عبر الطريق مكان فيه مقعد طويل ونافورة شرب وصندوق قمامة. جلست على المقعد لتستريح.
ثم ظهر رويل. خرج من الكابينة أمامها مباشرة. خرج أمامها مباشرة. كان يرتدي سروال الاستحمام القصير، وكان يضع منشفتين على كتفيه. كان يسير في كسل، وتراخ. كان ثمة كتلة من الدهن الأبيض تنزلق في منطقة الخصر من سرواله القصير. كانت تريد أن تصرخ فيه قائلة: «اعتدل، على الأقل!» هل كان يسير في تراخ هكذا لأنه كان يشعر بخبثه وبالخزي؟ أم تراه منهكا بسبب ما يقوم به من جهد محبب لقلبه؟ أم تراه كان يسير في تراخ منذ فترة طويلة ولم تلحظ هي ذلك؟ كان جسده القوي الضخم يتحول إلى شيء شبيه بالكاستارد.
وصل إلى السيارة المنتظرة إلى جانب الكابينة، وأدركت أنه كان يبحث عن سجائره. أدركت ذلك، لأنها في اللحظة ذاتها كانت تفتش في حقيبتها عن سجائرها. إذا كان هذا فيلما سينمائيا - هكذا حدثت نفسها - إذا كان هذا فيلما سينمائيا، فسيأتي مهرولا عبر الطريق، حاملا ولاعة، متحمسا لمساعدة الفتاة الجميلة الشاردة. لن يستطع التعرف عليها، بينما كان الجمهور يحبس أنفاسه. ثم بدأ يتعرف عليها شيئا فشيئا، والرعب يتملكه، عدم التصديق والرعب. بينما هي، الزوجة، تجلس في هدوء وارتياح، تسحب نفسا عميقا من سيجارتها. لكن لم يحدث أي من ذلك، بالطبع لم يحدث أي من ذلك؛ لم ينظر حتى عبر الطريق. كانت تجلس تتصبب عرقا في بنطالها الضيق، وكانت يداها ترتجفان بشدة ما جعلها تلقي بسيجارتها بعيدا.
لم تكن السيارة سيارته. أي نوع من السيارات تقود دوروثي العاهرة؟
ربما كان مع امرأة أخرى، امرأة لا تعرفها مارجوت على الإطلاق، امرأة غريبة. امرأة غريبة أدركت أنها تعرفه مثلما تعرف زوجته.
لا. لا. غير مجهولة. ليست مجهولة على الإطلاق بالنسبة لها. فتح باب الكابينة مجددا، وها هي تظهر لانا سلوتي. لانا، التي كانت من المفترض أن تكون في تورونتو مع الفرقة الموسيقية. لم تستطع أن تعتني بديبي. لانا، التي كانت مارجوت تشعر دوما بالأسف عليها، وكانت تحنو عليها لأنها كانت تظن أنها فتاة وحيدة، أو غير محظوظة. كانت تعتقد ذلك لأن لانا كانت قد تربت تقريبا من قبل جدها وجدتها العجوزين. بدت لانا تنتمي إلى طراز قديم، جادة قبل الأوان دون أن تكون حاذقة، ولم تكن تتمتع بصحة طيبة، كما لو كان مسموحا لها بالحياة من خلال تناول المشروبات الغازية، والحبوب المسكرة، وأي خليط من الذرة المعلبة، والبطاطس المقلية، وقطع المكرونة بالجبن التي كان هذان الشخصان العجوزان يعدانه على العشاء. كانت تصاب بنوبات برد حادة، مع مضاعفات ربوية، كانت بشرتها لا تتمتع بالحيوية، وشاحبة. في المقابل، كانت تمتلك قواما مكتنزا، جذابا، صغيرا، مستديرا على نحو بهي في الأمام وفي الخلف، وخدين سنجابيين عندما كانت تبتسم، وشعرا حريريا، مستويا، وأشقر طبيعيا. كانت شخصيتها غاية في الخنوع حتى إن ديبي كان يمكن أن تسيطر عليها، وكان الصبية يسخرون منها أيضا.
كانت لانا ترتدي ملابس سباحة ربما كانت جدتها قد اختارتها لها. صديرية مضغوطة فوق ثدييها الصغيرين الناتئين وتنورة قصيرة على هيئة ورود. كانت رجلاها بدينتين وغير مكتسبة للون السمرة بسبب التعرض للشمس. وقفت هناك على الدرج كما لو كانت خائفة من الخروج - خائفة من الخروج وهي مرتدية ملابس السباحة أو خائفة من الخروج من الأساس. كان على رويل أن يذهب إليها ويضربها ضربة خفيفة ولطيفة على مؤخرتها ليجعلها تتقدم. بعد عدة تربيتات خفيفة، وضع واحدة من المناشف حول كتفيها. جعل خده يلامس رأسها الشقراء ثم حك أنفه في شعرها، بلا شك حتى يشم عبيرها. شاهدت مارجوت كل هذا.
अज्ञात पृष्ठ